240

============================================================

المسائل المشكلة الحديد بغير نصاب سيفا، إلا بمعنى أنه سيصير سيفا، كقوله عز وحل: لائي أراني أغصر خمرا [يوسف: 36]. فإنما جاز نصل السيف، من حيث حاز نصاب السيف، وهذا أيضا من إضافة الجزء إلى الكل، وما كان من غير ذا مما يظن قوم أنه إضافة الشيء إلى نفسه فهو على هذا النحو الذي ذكر في نصاب السيف، ولا معي لإضافة الشيء إلى نفسه، إذ الغرض في الإضافة التخصيص، فالشيء إنما يخصص باضافته إلي

98 اعلم: أن (صكة) من قوهم: جيته صكة عمي(2)، مصدر واقع موقع الظرف، مثل: مقدم الحاج، وخفوق النجم.

فأما (غمي) فعلى ضريين: يجوز أن يكون ترخيم تصغير، ويكون المصدر مضافا إلى المفعول به، ولم يذكر الفاعل، للدلالة عليه، مثل قوله عز وجل: من ذعاء الخير [فصلت: 49]، وبسؤال نعجتك [ص: 24]، ونحو ذلك، فحذف من اللفظ للدلالة عليه.

وإنما قيل له: غمي، للسمادير(2) الذي يلحق الإنسان عند وجوده بالحر، ونظره إلى الشمس عند احتدام الحر.

والآخر: أن يكون (غمي) تصغير عمي، والمعنى يؤول إلى الأول، وإن كان التقدير مختلفا كأنه: صكة العمي، أي: من شدته يعمي، كما تقول: ضرب التلف، أي: ضرب يتلف، ويمكن أن يذهب بالتحقير إلى التعظيم على ما يذهب إليه، كما تأولوا بيت أوس(4):.

(1) نصاب السكين: مقبضه، ونصاب كل شيء: أصله.

(2) لقيته صكة عمي أي: نصف النهار: انظر: المستقصي في أمثال العرب للزمخشري 287/2.

(3) السمادير: ضعف البصر.

(4)) هو أوس بن ححر بن عتاب، انظر: الشعر والشعراء 131/1.

مخ ۲۴۰