============================================================
المسائا المشكلة (لا يجاورونك)، ويجوز أن يكون (قليلا) صفة لهم أيضا منتصبة على الحال، كأنه قال: لا يجاورونك إلا أقلاء ملعونين.
فإن قلت: فهلا جمع، كما أن (ملعونين) جمع؟
قيل له: إن (فعيلا) مثل (فعول) يوحد كما يوحد في موضع الجمع، كقوله عز وحل: فإهم عدو لىل [الشعراء: 77]، ل(فإن كان من قوم عدو لكم [النساء: 92]، وكذلك (فعيل) قد أفرد، قال الله عز وحل: لاعن اليمين وعن الشمال قعيد" [ق: 17]، وقعيد بمعن قعيدين. وأغنى الواحد عن الاثنين، وقال الشاعر: أحقا أن جيرتنا استقلوا فيتا ونيتهم فريق(1) وروى لنا بعضهم لرؤبة: دعها فما النحوي من صديقها(2) يريد: من أصدقائها، فعلى هذا يجوز إفراد (قليل)، وتقديره انتصابه على الحال من ابلحماعة.
4 أنشد أبو زيد: هل تعرف الدار ببيدا أله دار خود قد تعفت إنه فاهلت العينان تسفحنه مثل الجمان جال في سلكنه لا تسخري منا سليمى ايا لحلالون بالشغرئه إن قال قائل: ما هذه الهمزة التي في قوله: ببيدا أنه، أهي الهمزة التي تلحق (بيداء)، أو همزة أخرى؟
فالجواب: أن هذه لا تخلو من أن تكون الهمزة: اليي تلحق (بيداء)، أو همزة أخرى. فلا يجوز أن تكون الني هي من (بيداء)؛ لأن هذا الاسم إذا حر في الشعر للضرورة، ولم يلحقه الاسم، وحب أن ينون، وإلا كان لحنا، وهو لم ينون (بيداء)، فلا يجوز هذا أن تقول: إن الهمزة في (بيدا إنه) التي في (بيداع). فإن قلت: فقد جاء: (1) البيت من شواهد سيبويه، ونسبه إلى العبدي. انظر :كتاب 468/1.
(2) البيت لرؤبة انظر :ديوان رؤبة ص181.
مخ ۱۶۶