============================================================
المسائا المشكلة إن كانت معى المصدر لم يكن في صلتها عائد إليها، والمعنى على ضربين: أحدهما: أن يكون وتشكو بعين إكلال ركاها إياها، فترك ذكر المفعول للدلالة عليه، وإذا جاز ترك ذكر الفاعل في نحو: للابسؤال تعجتك ([ص: 24] ، ولالإمن دعاء الخير [فصلت: 49]، كذلك لم يمتنع ترك ذكر المفعول أيضا لذلك.
والآخر: أن يكون وتشكو كلال ركاها، ولا تقدر المفعول، ولكن كأنك قلت: وتشكو إن اكلت ركاها، أي: صارت ذات كلال، وفي كون ركاها ذات كلال دلالة على كلالها هي، إذ كانت معهن تسير بسيرهن ويجوز: وتشكو بعين ما اكلت ركاها، على أن تكون (ما) بمعى (الذي) فيكون التقدير: وتشكو بعين الذي اكلته ركاها، فتحذف الهاء الراجعة إلى الموصول من الصلة، والذي اكلته ركاها هو: التعب والكلال، فهذا في المعنى مثل الأول، وإن كان تقدير اللفظ مختلفا، وهذا الوجه هو الرواية في البيت على ما بلغي عن الأصمعي.
ويجوز: وتشكو بعين ما اكل ركاها، على أن تكون (ما) بمعى (الذي)، ويكون فاعل (أكل) ضمير (ما)، والذي اكل ركاها في المعى هو: دؤوب السير وكثرته، وموضع (ما) مع صلته في كل هذه الوجوه: نصب.
ويجوز: وتشكو بعين ما أكل ركاها، على أن تكون (ما) تعحبا، كأنه قال: وتشكو بعين ما اكل ركاها. فتعحب من كلال ركاها، فيكون موضع (ما) وما يتصل ها جرا صفة (للعين)، كما تقول: مررت برجل ما أحسن ثوبه، ولا يجوز أن تكون (ما) نفيا في قول من رفع فقال: ما أكل ركاها، لقوله: وقيل المنادي: أصبح القوم أذلجي ولا يكون مع هذا الأمر من منادي الرفقة والائتمار له أن لا يكل الركاب.
ويكون: (وقيل المنادي) على هذا التأويل محمولا على فعل آخر غير (تشكو هذه الظاهرة، كأنه: وتشكو قيل المنادى، إلا أن هذا الظاهر دل عليه، وإن شئت حملت (قيل المنادي) في هذا الوجه على موضع الباء وما جر به، مثل: مررت بزيد، وعمرا، ويكون في الأقاويل الأخر، مثل قولك: تشكو زيدا وعمرا، فهذا ما يحتمله هذا.
وقيل في قوله: وتشكو، يعني: الناقة، وشكواها رغاؤها، وأثر الكلال فيها، و(ما) في معنى (الذي). وقال بعضهم: الشكوى هاهنا من المرأة، يقول: غمزت
مخ ۱۳۸