============================================================
12 المسائا المشكلة فهذا على (إما) محمول، ألا ترى: أنك تدخل الفاع، ولو كنت على (إن) الجزاء وقد استقبلت الكلام لاحتحت إلى الجواب، فليس قوله: فإن جزعا، كقوله: إن حقا، وإن كذبا، ولكنه على قوله: فإما منا بعد وإما فداء ) [حمد: 4].
ولو قلت: فإن جزع، وإن إجمال صبر، كان جائزا، كأنك قلت: فأما أمري حزغ وإما إجمال صبر، لأنك لو صححتها، فقلت إما، جاز ذلك فيها يعني الرفع ولا يجوز طرح (ما) من (إما) إلا في الشعر؛ قال النمر بن تولب: سقته الرواعد من صيف وإن من خريف فلن يعدما وإنما يريد: وإما من خريف، ومن أحاز ذلك حيعني حذف (ما) من (إما) في الكلام دخل عليه أن يقول: مررت برحل إن صالح وإن طالح، يريد: إما.
وقال أيضا في قولهم: هذا حق كما أنك ها هنا، (ما) لا تحذف هنا في الكلام، كما لا تحذف في الكلام من (إن)، ولكنه جاز في الشعر: وقال: وسألت الخليل عن (ما)، و (إنما)، و (كانما)، و (حيثما)، و (إن ما)، في قولك: إما أن تفعل، وإما أن لا تفعل، فقال: هن حكايات. والدليل على أن (ما) مضمومة إلى (إن) قول الشاعر: لقد كذبتك نفسك فاكذبنها فإن جزعا وإن إجمال صبر وإنما يريدون (إما) وهي كمنزلة (ما) مع (أن) في قولك: أما أنت منطلقا انطلقت معك فهذا ما ذكره سيبويه في هذه الكلمة.
فأما قوله في الفصل الأول: ألا ترى: أنك تدخل الفاء، ووحه استدلاله بدخول الفاء على أن (إن) ليس للحزاء، فهو أن (إن) لا تخلو في البيت من أحد وحهين: إما أن تكون التي للجزاء، أو أن تكون المحذوفة من (إما)، فلا يجوز أن تكون الي للجزاء دون المحذوفة من (إما)، لأنك لو قلت: أنت صاحي إن صدقت، لصلح أن يكتفى في الكلام المتقدم عن جواب الجزاء. ولو أدخلت الفاء فقلت: أنت (1) هذا جزء من بيت للنعمان بن المنذر، والبيت بتمامه هو: قد قيل ذلك إن حقا وإن كذبا فما اعتذارك من شيء إذا قيلا
مخ ۱۲۱