============================================================
المسائا المشكلة ويقع بعده فعل يعمل فيه، فمثال الأول نحو قوله: ........ بعدما افنان رأسك كالثغام المخلس(1) وقول الآخر: بعد ما أفنان رأسك كالشهاب(2) وقول الآخر: بينما نحن بالبلاكث فالقا ع سراعا والعيس قوي هوئا(2) ألا ترى: أن (بعد) إن كانت تضاف إلى اسم تعمل فيه الجر، فدخلت (ما)، و كفئها عن ذلك، ووقعت بعدها جملة من مبتدا وخبر لم تعمل فيها، ومن ذلك قولهم: إني مما أفعل ذاك، قال سيبويه: إني ما أفعل ذاك، فتكون (ما) مع أفعل منزلة كلمة واحدة، نحو: (ربما)، وأنشد لأبي حية: وأثا لمما نضرب الكبش ضربة وقال أبو العباس: تقول: إني مما أفعل، على معني: وبما أفعل، وأنشد البيت.
وقوله: إن مما أفعل، على معني: ربما أفعل، إن أراد به أن (ما) كافة ل(من) كما أنها كافة لارب)، فهو كما قال سيبويه. وإن أراد أنه للتقليل، كما أن (ربما) للتقليل كان ذلك مسوغا إذا ثبت مسموعا.
وبعد ذلك في البيت فإنه ينبغي أن يكون غير مقلل لضربه الكبش على رأسه، ويقول: أنه قد يجوز أن يتغير معني الحرف، لانضمام (ما) إليه، كما تغير معي (لو) لانضمام (ما) إليه. ومثال الآخر: حيثما تكن اكن، وقوله: اذ ما تريني اليوم هزجي مطيتي.....
فرإذ) و (حيث) اسمان يدل على ذلك، قوله: إذ ما تريني اليوم، وقوله: ومن حيث خرجت قول وجهك ) [البقرة: 149] فدخل حرف الخفض عليه.
(1) البيت للمرار الأسدي، وصدره: أعلاقة أم الوليد بعد ما.
(2) لم نحد هذا البيت في المصادر التي بين أيدينا.
(3) البيت لكثير عزة.
(4) البيت من شواهد سيبويه، وتمامه: أصعد سيرا في البلاد وأفرع.
مخ ۱۰۷