المخزومي الشافعي الإمام العلامة الحافظ، رحل إلى عدد من البلدان طلبًا للعلم وبرع في الفقه والحديث وأقام بمكة نحوًا من أربعين سنة فانتفع الناس به، وكان كثير الاستحضار للفقه، مع التمييز في الحديث متنًا وإسنادًا ولغة وفقها، ومعرفة حسنة بالعربية وغيرها من فنون العلم، وكان ورعًا متواضعًا طارحًا للتكلف، كثير المروءة والبر والنصح والمحبة لأصحابه، وافر العقل حسن الأخلاق توفي قاضيًا بمكة سنة (٨١٧هـ) ١.
سادسًا: تلاميذه:
على الرغم من أن المصنف ﵀ كان أحد المعمرين حيث أن سنه كانت عند وفاته أربعًا وثمانين سنة، وأنه قضى معظم حياته في طلب العلم والسعي إليه، والحث عليه، والاشتغال في تصنيف الكتب النافعة، وأنه قضى معظم حياته في بلاد الشام التي كانت من أهم مراكز العالم الإسلامي آنذاك، ومن منابع الثقافة والنهضة العلمية، ومركز إشعاع لسائر العلوم والفنون، على رغم من ذلك كله لم تسعفنا المصادر التي ترجمت له ودوّنت حياته، بكثير من أسماء تلاميذه مع أنه في ذلك الوقت كان من الأعلام المشهورين شهرة واسعة، وذاع صيته في سائر البلاد، وكل ما عثرت عليه بعد البحث والتنقيب عن تلاميذه في بطون المصادر المطبوعة والمخطوطة هم:
_________
١ الضوء اللامع ٩٢:٨، طبقات الحفاظ للسيوطي ٥٤٨، شذرات الذهب ١٢٥:٧،
1 / 20