241

مسائل منتھوره

فتاوى الإمام النووي المسماة: "بالمسائل المنثورة"

خپرندوی

دَارُ البشائرِ الإسلاميَّة للطبَاعَة وَالنشرَ والتوزيع

د ایډیشن شمېره

السَادسَة

د چاپ کال

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

د خپرونکي ځای

بَيروت - لبنان

ژانرونه

فتاوی
الجواب: الاثنان مخطئان؛ بل الصواب أنه انشق وبقي في موضعه من السماء، وظهرت إِحدى الفرقتين فوقَ الجبل، والأخرى دونه؛ هكذا ثبت في الصحيحين وغيرِهما من رواية ابن مسعود ﵁ (١).
أصحاب اليمين والشمال
٥ - مسألة: قوله تعالى: ﴿فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ

(١) وقد أجمع المسلمون على وقوع ذلك في زمنه ﵊.
وجاءت بذلك الأحاديث المتواترة من طرق متعددة تفيد القطع عند من أحاط بها ونظر فيها.
وجعل الله له آيةً على صدق رسول الله ﷺ فيما جاء به من الهدى ودين الحق، حيث كان ذلك وقتَ إشارته الكريمة.
وقد صرح القرآن الكريم بهذا حيث قال: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾.
سورة القمر: الآية ١. أي: رأوا شقيه.
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: اجتمع المشركون إلى رسول الله ﷺ منهم الوليد بن المغيرة وأبو جهل، والعاص بن وائل وغيرهم من رؤوس الشرك والضلال. فقالوا للنبي ﷺ: إن كنتَ صادقًا فشق لنا القمر فرقتين نصفًا على أبي قبيس، ونصفًا على قيقعان.
فقال لهم النبي ﷺ: "إن فعلت تؤمنوا؟ ".
قالوا: نعم! وكانت ليلةَ بدر.
فسأل الله ﷿ أن يعطيه ما سألوا، فأمسى القمر قد سلب نصفًا على أبي قبيس، ونصفًا على قيقعان ورسول الله ينادي: "اشهدوا".
أقول:
فانشقاق القمر معجزة من أبرز المعجزات، وآية من أبين الآيات جاءت من طرق متعددة، قوية الأسانيد تفيد القطع لمن تأملها وعرف عدالة رجالها.
وما يذكره بعض القصاص من أن القمر سقط إلى الأرض حتى دخل في كم النبي ﷺ. وخرج من الكم الآخر فلا أصل له، وهو كذب مفترى ليس بصحيح.
انظر البداية والنهاية ٣/ ١٢٢ لابن كثير. اهـ محمد.

1 / 243