فيه تخفيفًا وكراهة للضمة والكسرة، وذلك قولهم "قد علم" في "علم"، و"عُصر" في "عُصِر" و"ظرف" في "ظرف"، قال:
وإن أهجه يضجر كما ضجر بازلٌ ... من الأدم دبرت صفحتاه وكاهله
وقالوا:
لو عُصر منه المسك والبان انعصر
وقد جعلوا ما كان في تضاعيف الكلمة من أصل على هذا الزن، فأسكنوا المتحرك منه كما أسكنوه في الأسماء والأفعال، وذلك قولهم "أراك منتفخًا" لما كان "تفخًا" من "منتفخ" بمنزلة "عَلِم" و"كتفٍ" قال العجاج يصف ثورًا:
فبات منتصبًا وما تكردسا
وما كان من هذه الأمثلة ثانية حرف من حروف الحلق فإن فيه أربع لغات، وذلك نحو "شهد" تقول: "شِهِد" و"شِهْد" و"شَهد" و"شهد"، وعلى هذا قالوا "نِعم" و"بئس" في فعلي المدح والذم.