مصابیح ساطعه انوار
المصابيح الساطعة الأنوار
ژانرونه
((كلا سيعلمون (4))) معنى كلا: معنى الإنكار لقولهم الذي قالوا، وإنكار لما هم فيه من تصنيف الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله؛ لأن كلا هي كلمة جواب رد على متكلم بغير صواب إنكارا لقوله، وردا عليه في كذبه، ودفعا لما يأتي به من جهله تستعملها العرب في ذلك من محاورتها، وتلفظ بها في لغاتها، فقال: ((كلا)) ما جآؤا بحق، ولا تكلموا بصدق.
ثم ابتدأ الكلام من بعدها بالوعيد لهم على كذبهم وجحدتهم للنبأ العظيم الذي أنبأهم به رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته من بعثهم وحشرهم فقال: ((سيعلمون)) أي سيعلمون صدق ذلك وحقه، ويعاينون ما ذكر من كينونة البعث والحساب، وما أوعدوا بالنكال والعقاب.
ثم رجع سبحانه وجل عن كل شأن شأنه في إبطال قولهم والتكذيب لهم في جحدانهم للنبأ العظيم وإبطالهم الوعد والوعيد الجسيم فقال: ((ثم كلا)) فكرر الجواب لهم لنفي الصدق عنهم، وإيجاب الباطل عليهم، والتكذيب لهم في قولهم، فقال: ((ثم كلا)) أي باطل ما أتوا به وزور ومحال ذلك وفجور.
ثم رجع إلى الوعيد فقال: ((سيعلمون)) غب فعلهم، ويجدون ما أوجبنا من الوعيد عليهم في تكذيبهم وشكهم ودفعهم ما ذكرنا لهم من نشزهم وشرحناه على لسان نبينا من الأنباء العظيمة والأسباب الجليلة، التي لابد من وقوعها وكينونتها ووضوحها من عجائب أفعالها في خلقنا عند نفخنا في صورهم وإخراجنا لهم من أجداثهم، وإيصالنا لهم ما حكمنا به لهم وعليهم من كريم الثواب وأليم شديد العقاب.
مخ ۳۳۱