مصابیح ساطعه انوار
المصابيح الساطعة الأنوار
ژانرونه
وقال سبحانه في موضع آخر أخر أثباتها فيه وهو لا يريدها: ((وأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون)) [الصافات:147] فخرج معنى اللفظ معنى شك، حين يثبت الألف، وإنما معنى الآية وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون، فأثبت الألف لغير معنى استخفافا لها؛ لأن العرب تفعل ذلك، وهي لغتها، وإنما خاطبهم الله عز وجل بلغتهم.
وكذلك قال سبحانه وجل عن كل شأن شأنه في طرح الألف واللام معا من الموضع الذي لابد منهما فيه فيما ذكر من فدية الصيام: ((وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)) [البقره:184].
فقال: ((وعلى الذين يطيقونه)) فخرج اللفظ لفظ يوجب الفدية على من أطاق الصيام، وإنما المعنى وعلى الذين لا يطيقون فدية طعام مساكين، فجعل على من لا يطيق الصيام من الشيخ الكبير الفاني، والعجوز الكبيرة الفانية اللذين لا يطيقان الصيام ولا يرجوان تجديد قوة لما قد زال عنهما من القوة بدخول الهرم والذهاب، وزوال الشدة والشباب الصدقة على مساكين بدل كل يوم حتى ينقضي شهر الصوم فيكون كل واحد منهما يتصدق على ثلاثين مسكينا بدل الثلاثين يوما.
ومقدار ما يتصدق به فهو مدا بر على كل مسكين عن كل يوم، أو غير البر مما يأكل أهل تلك الفدية، فقال سبحانه: ((وعلى الذين يطيقونه)) وإنما يريد وعلى الذين لا يطيقونه فطرحها وهي أصلية في المعنى؛ لأنها لغة العرب وبلغتهم خاطبهم الله سبحانه.
مخ ۳۲۸