308

مصابیح ساطعه انوار

المصابيح الساطعة الأنوار

ژانرونه

علوم القرآن

إن الله تبارك وتعالى بعث محمدا إلى الأمة بكتاب ناطق، وأمر صادق، فيه شفاء للصدور، وكمال الفرائض والأمور، والهدى والتقوى، والرجوع عن الردى، والنجاة من المهالك، والسبيل إلى أفضل المسالك، ولا يظمأ من ورد شرائعه، ولا يجوع من أكل سائغة، ولا يصم من سمع واعظه، ولا يعمى من أبصر سبيله، ولا يضل من اتبع نوره، ولا يغلط من استشهد ناطقه، ولا يهلك من اتبع بيانه، ولا يندم من استمسك بوثيق عروته، ولا يفلج إلا من احتج بمحكم حججه.

نور ساطع، وبرهان لامع، وحق قاطع، كتابا مفصلا، ونورا وهدى، قد ترجمه الرسول وأحكم فيه وثائق الأصول، وفرع فروعه بأحسن القول، فكان في حياته واضحا، وكان به صلى الله عليه وآله قائما ناصحا، حتى صار إلى ربه، وتركه من بعده في أمته استأمن عليه من أمته خلفاءه من بريته الذين اختارهم الله على علمه، واصطفاهم له دون جميع خليقته، عترة النبي ونسل الوصي، وسلالة المصطفى الطاهر الزكي، الطيب المرضي الذين مدحهم الله في كتابه، وبين أنهم خيرته في قرآنه، فقال في كتابه: ((ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)) [فاطر:32] ثم قال عز وجل: ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)) [الأحزاب:33].

مخ ۳۲۳