305

مصابیح ساطعه انوار

المصابيح الساطعة الأنوار

ژانرونه

علوم القرآن

ومعنى ((إلى ربك منتهاها(44))) أي عند ربك نهايتها ووقت هجومها وغاية ما يكون في آخر تلك الساعة ومصير الأبرار إلى سعادتها، ومصير الفجار إلى أشقاها ونكدها، والساعة في تلك الواقعة التي يحكم الله فيها بين العباد، ويصير كل إلى داره التي يستحق بعمله من الضلال والرشاد.

ومعنى قوله: ((إنما أنت منذر من يخشاها (45) كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها (46))) يريد كأنهم في ذلك اليوم لم يقيموا في الدنيا إلا عشية من عشاياها، أوضحوه من ضحاها لقصر ما فات من الدنيا، وكذلك الإنسان عند الموت والفناء كأنه لم يعمر ولم يخلق إلا في تلك الساعة التي يقبض فيها ويوثق، ولكن هذه البرية أبت إلا العمى والتقصير عما أراد الله بها من إتباع الحكماء، ومالوا إلى اللعب والجهل والردى، وزهدوا في الحق والدين والهدى فزادهم الله تبابا وبعدا، ولا وفقوا للخير أبدا.

انتهى والحمد لله رب العالمين وصلى على محمد وآله الطاهرين.

مخ ۳۲۰