مصابیح ساطعه انوار
المصابيح الساطعة الأنوار
ژانرونه
رجعنا إلى تفسير القاسم عليه السلام .
قوله تعالى: ((فإذا جاءت الصاخة (33))) المسمعة المصخة للأنفس من هولها وما يرى فيها من عظمها فتصخ لها النفوس ((يوم يفر المرء)) هو الإنسان ((من أخيه)) ((و)) من ((أمه)) معناه: والدته ((وأبيه)) الذي أولده ((وصاحبته)) زوجته ((وبنيه)) أولاده ((لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه (37))) يعني لكل على قدر ما قدم وأسلف فيما غبر من الدهر، ألا ترى ما فسره حين قال: ((وجوه يومئذ)) معناه: وجوه ذلك اليوم وهو يوم القيامة ((مسفرة)) معناه ناضرة مشرقة حسنة، وهي وجوه المؤمنين ((ضاحكة مستبشرة (39))) تبين لك في وجه المسفر كالضحك، ولعله لا يضحك، ويبين لك في وجه الكافر البكاء ولعله لا يبكي، وبلى كم من باك ندامة، وكم من ضاحك استبشارا بما بشر به من نعم الله التامة، ومعنى ((مستبشرة)) متباشرة بما قد رأت من علامات الخير.
((ووجوه)) معناه وجوه الكفرة ((يومئذ)) تقدم تفسيره ((عليها غبرة(40))) يعني القتام يلحق وجوه الكفرة والإظلام ((ترهقها قترة(41))) تلحقها وتعلوها قترة، والقترة فهي الغبرة المقترة المهلكة الكريهة، وهذا جرم ما يكون من الكسوف على الوجوه والظلمة.
مخ ۳۱۲