مصابیح ساطعه انوار
المصابيح الساطعة الأنوار
ژانرونه
((أما من استغنى (5) فأنت له تصدى (6))) هذا تأديب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن لا يجل من سمع بغناه ولو كان كافرا، ولا يستحقر من سمع بفقره وإن كان مهتديا.
وقد يكون هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم نظرا لصلاح الأمة في الإقبال إلى من كان معه غنى، وثقة بديانة الفقير، واتكالا على صحته في الدين.
ومعنى ((تصدى)) تقبل عليه.
((وما عليك ألا يزكى (7))) من جهة النظر، وهذا والله أعلم ليس للرسول، ولكنه مثل للتعريف والتأديب.
وفي البرهان للإمام أبي الفتح الديلمي عليه السلام ((عبس وتولى (1) أن جاءه الأعمى (2))) هو ابن أم مكتوم وهو عبد الله بن زائدة من بني فهر، وكان ضريرا أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستقرئه وكان عنده أبو جهل بن هشام فعبس أبو جهل حين رأى الأعمى وعبس، أي قطب وأعرض ((أن جاءه الأعمى)) يعني ابن أم مكتوم. انتهى
وقال الإمام الحسين بن القاسم عليهما السلام: هذا العابس بعض من كان يصحب رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم من رؤساء المنافقين، ومن ينظر بعين الجلالة وهو من الفاسقين فكتم الله اسمه ولم يجعله من المشهورين، وجعل الخطاب لنبيئه صلى الله عليه وآله وسلم والمعني سواه، والعرب تستعمل ذلك على سبيل التعريض قال الشاعر:
وأريد قتلك لامحالة عنوة ولك السلامة أن تكون كذلك
وإنما عبس وتولى أن جاءه الأعمى، ومعنى ((أن جاءه)) هو إذ جاءه، ولكن أن قامت مقام إذ.
مخ ۳۰۶