مصابیح ساطعه انوار
المصابيح الساطعة الأنوار
ژانرونه
يقول الله تعالى في هذه السورة للعرب وهو يخبرهم عن ذهول الناس يومئذ عما يحبون مما ينزل بهم من فادح الكرب ((وإذا العشار عطلت (4) وإذا الوحوش حشرت (5) وإذا البحار سجرت (6))) والعشار: حوامل النوق من الإبل، وهي أنفس ما كان للعرب عندها من الأموال التي لم يكونوا في الدنيا لعجبهم بها يصيرون لها إلى إغفال فلعظم ما ينزل بهم ويعتريهم يومئذ من فادح الأهوال على ذلك عطلوا من العشار أنفس أموالهم، وأعزها عليهم، وآثرها عندهم وأحبها إليهم.
ويومئذ جمعت الوحوش وحشرت، والحشر لها: الإجتماع منها بعضها إلى بعض إذا عاينت ما يعاين ففزعت وذعرت، ويومئذ تسجر البحار وتسجيرها تحريكها بالإستعار كما يضطرم بالسجر والتحريك مضطرم النار.
((وإذا النفوس زوجت (7))) تزويج النفوس والله أعلم : ضمها إلى الأبدان إذا نشرت .
((وإذا الموؤودة سئلت (8) بأي ذنب قتلت (9))) الموؤدة: الأطفال التي كان أهل الجاهلية من العرب يئدون من أولادهم ويقتلون فحينئذ يسألون بأي ذنب كانوا يقتلون تبكيتا لآبائهم، وتعريفا للآباء بذنوبهم في قتلهم ، وتوقيفا لهم على ظلمهم إياهم وتعنيفا.
((وإذا الصحف نشرت (10))) والصحف هاهنا والله أعلم : إحصاء الله للذنوب، ونشر ما حفظت الحفظة على المذنبين، وإعلان ما كانوا يسرون منها في الغيوب حين يعاين من قبائح الذنوب كل داهية، فيصير مكتومها وخباياها مكشوفا علانية.
((وإذا السماء كشطت (11))) وكشطها: قلعها من موضعها إذا طويت.
مخ ۲۹۶