مصابیح ساطعه انوار
المصابيح الساطعة الأنوار
ژانرونه
ثم قال في نعيم الجنة مرغبا، وعليه محرضا، وإليه داعيا: ((وفي ذلك فليتنافس المتنافسون (26) ومزاجه من تسنيم (27) عينا يشرب بها المقربون (28))) والتنافس: التحاسد، ولم يحسن الله في شيء من أمور الدنيا كلها التحاسد، وإنما حسن سبحانه التحاسد الذي هو التنافس في نعيم الجنة لعظم قدرها وجلالة فضلها، فهنالك ما يحسن التحاسد لا في هذه الدنيا الفانية، والتنافس عليها والتسابق في الأعمال الصالحة الموصلة إليها.
ثم ذكر سبحانه مزاج خمر الجنة من الماء، فذكر أنه من عين يشرب بها المقربون سماها تسنيما، وهذا اسم عال من الأسماء جعله الله مشرفا مكرما.
ثم رجع القصص في الخبر إلى ما كان عليه أهل الكفر في الدنيا من الإستهزاء والتغامز بالمؤمنين ((إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون (29) وإذا مروا بهم يتغامزون (30) وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين (31) وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون (32))) والفاكهون: الضاحكون المتعجبون المستهزئون.
ثم ذكر أنهم كانوا يقولون في أقوالهم التي هم بها أهل الإيمان مؤذون ((إن هؤلاء لضالون)) يقول الله سبحانه: ((وما أرسلوا عليهم حافظين (33) فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون (34) على الأرائك ينظرون (35))) يعني والله أعلم أن الكفار لم يرسلوا حفظة على المؤمنين الأبرار.
مخ ۲۸۷