261

مصابیح ساطعه انوار

المصابيح الساطعة الأنوار

ژانرونه

علوم القرآن

ثم دل سبحانه على قدرته عليهم بأنه الله ربهم ومعيدهم وبارئهم، ثم أخبر تبارك وتعالى بأنه الغفور الودود، وكذلك ربنا وسيدنا ومولانا في عفوه عنا مع طول غفلتنا وتغمده إيانا، فالغفور الذي لا يغفر مغفرته غافر، والودود: فالمودة منه والرحمة التي لا يرحمها راحم، وهو الله ذو العرش المجيد، والمجيد في لسان العرب: الجواد الماجد ذو العطايا والإحسان والمحامد، وكذلك الله سبحانه، فالمجيد الذي لا يبلغ مجده ماجد، وولي جميع ما بين الأرض والسماء من الخير والعطايا والمحامد، وهو الله الفعال لما يريد كل شيء أراده بمقدرته عليه القدرة التي تفوت كل قدرة سبحانه لا إله إلا هو خالق الدنيا والآخرة.

ثم قال تبارك وتعالى: ((هل أتاك حديث الجنود(17) فرعون وثمود (18))) والجنود: الجموع الكثيرة، خبرا منه سبحانه عمن أهلك بالمعصية من هذه الأمم العصاة الكفرة، إذ كانوا في العدد أكثر كثرة وأعظم في دنياهم جدة وقدرة ممن كان في أيام محمد رسول الله عليه السلام من أعدائه الكفرة، فلم تدفع عنهم جنودهم ودنياهم حين أحل الله سبحانه عقوبته بهم فأفناهم، يقول الله سبحانه: ((بل الذين كفروا في تكذيب (19))) يعني تبارك وتعالى من كان في أيام محمد من كفرة قريش والعرب في تكذيب.

مخ ۲۷۵