259

مصابیح ساطعه انوار

المصابيح الساطعة الأنوار

ژانرونه

علوم القرآن

وقد يمكن _والله أعلم_ ولا ينكر عند من ينظر ويفهم أن يكون المشهود هم المشهود عليهم الذين أوصلت الأنبياء حجج الله إليهم.

ومخرج هذا القسم والله أعلم عند قوله سبحانه: ((إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق (10))).

وأما قوله تبارك وتعالى: ((قتل أصحاب الأخدود (4) النار ذات الوقود (5) إذ هم عليها قعود (6) وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود(7))) فقد جاء فيما جاء من الأخبار (أن أصحاب الأخدود قوم من الكفار كانوا عذبوا نفرا من المؤمنين، وفتنوهم بحريق النار، والأخدود: فالحفر التي حفرها العصاة الكفرة فأوقدوا فيها النار ذات الوقود، والوقود: فاللهب، وكذلك تسمى كل نار التهبت، والعرب فلا يسمون النار وقودا إلا عند التهابها واضطرامها، وذلك معروف في لسان العرب عند خواصها وعوامها، يقول الله سبحانه: ((إذ هم عليها قعود (6) وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود (7))) لعظيم مار كبوا من تحريق المؤمنين، وأي أمر أعظم من أن يكون من كفر وأجرم قاعدا على أخدود من وقود النار! يحرق فيها أولياء الله المؤمنين الأبرار فيمهلهم الله سبحانه في حياة الدنيا مدة يسيرة، ويستدرجهم فيؤخرهم أياما قصيرة، ثم يعاقبهم بما فعلوا بالمؤمنين أشد العقوبة في الآخرة فيدخلهم نار جهنم خالدين فيها أبدا، ويحرقهم بحريق جهنم تحريقا دائما سرمدا بقدرته سبحانه عليهم.

مخ ۲۷۳