257

مصابیح ساطعه انوار

المصابيح الساطعة الأنوار

ژانرونه

علوم القرآن

ثم قال سبحانه: ((والسماء ذات الرجع (11) والأرض ذات الصدع (12))) فالرجع من السماء _والله أعلم_: دوران فلكها ذاهبا تحت الأرض، وراجعا من فوقها _والله أعلم فيما نظن_ هو: الرجع من السماء بعينه، وذلك فمفهوم فيها عند الفكرة فيه وتبيينه، والصدع من الأرض: فهو انفراج منها وفيها ، وقد يكون ذلك لما يتصدع عنه من عجيب النبات والأشجار التي يظهرها الله عليها، ويمكن أن يكون ذلك صدعا من الصدوع لا يراه الناس في بعض أطرافها ونواحيها لأمر قدره الله من أمورها، فذكر الله ذلك الصدع لعظم ما فيه من الآيات وكبرها يقول الله سبحانه بعد هذا القسم وبعد ما دل عليه في السماء ورجعها، والأرض وصدعها من عجيب الآيات والحكم: ((إنه لقول فصل (13) وما هو بالهزل (14))) يقول سبحانه هذا القول وما جاء به من الخبر الذي ذكره في هذه السورة، وما أخبر به من وحيه في جميع السور لقول فصل وما هو بالهزل، والفصل والله أعلم: فهو الفرقان والبرهان الفاصل بين قوة الحق وضعف الباطل، والهزل من الأخبار: فهو الزور.

ثم قال سبحانه: ((إنهم يكيدون كيدا (15) وأكيد كيدا (16))) وتفسير الكيد: الإرادة للأمر فهم يريدون أمرا ويريد الله سبحانه أمرا، وإرادة الله النافذة الغالبة، وهو أقدر تعالى وأقهر قهرا، لأن إرادته الغالبة غالبة لإرادة كل مريد وكيده سبحانه أبدا فهو الذي يهلك معه ويتمزق كيد كل ذي كيد.

مخ ۲۷۱