مصابیح ساطعه انوار
المصابيح الساطعة الأنوار
ژانرونه
ثم قال سبحانه وهو يخبر عن شدة عذابه وانتقامه لمن عصاه وعقابه: ((فيومئذ لا يعذب عذابه أحد (25) ولا يوثق وثاقه أحد(26))) وتأويل ذلك أنه لا يعذب عذاب الله أحد من المعذبين، ولا يوثق وثاقه أحد من الموثقين، فنعوذ بالله من سخطه ونقمته، ونسأله العفو والمغفرة برحمته.
ثم قال الله تبارك وتعالى _وهو يخبر عن نفوس المؤمنين في يوم القيامة الذي هو يوم الدين، وقوله عند فصله بين خلقه لحكم عدله وحقه فيما فصل بينهم تعالى بالعدل في مقامهم الذي جمعوا فيه لحكم الفصل، وصار العاصون إلي مقرهم من النار، وقيل لنفوس المتقين الأبرار الذين ألقى الله عليهم السكينة من روعات ذلك اليوم فلم يرتاعوا وأنزلت على قلوبهم الآمنة من فزع يومئذ فاطمأنوا ولم يفزعوا_ : ((يا أيتها النفس المطمئنة (27))) إذ في اطمئنانها يوم الفزع الأكبر أعجب العجب وأعظم المنة ((ارجعي إلى ربك راضية مرضية (28))) وتفسير رجوعها إلي ربها: هو رجوعها إليه فيما وعد من ثوابها، قد رضي سبحانه منها بتقواها وطاعتها، ورضيت بما صارت إليه من الثواب والنعيم في جنتها، والنفس هاهنا المطمئنة: جميع نفوس المؤمنين الذين يكونون يوم الفزع الأكبر آمنين مطمئنين، وسواء قيل: يا أيتها النفس المطمئنة، أو قيل: يا أيتها النفوس، عند من يفهم في ذلك ما أفهمه الله الملك القدوس كما سواء في الشرح والبيان قيل: يا أيها الناس، أو يا أيها الإنسان.
مخ ۲۵۷