مصابیح ساطعه انوار
المصابيح الساطعة الأنوار
ژانرونه
ثم أخبر سبحانه في السورة نفسها من أخبار غيوبه خبرا مكررا فقال تبارك وتعالى: ((فإن مع العسر يسرا {5} إنمع العسر يسرا)) فبشره بأن له مع عسره يسرا في دنياه، وأن له مع ذلك يسرا لا يفنى في آخرته.
ثم أمره سبحانه إذا هو فرغ من أشغاله ومما يقاسي به في هذه الدنيا من عسر أحواله فقال عز وجل: ((فإذا فرغت فانصب {7} وإلى ربك فارغب)) والنصب: فهو الاجتهاد والجد والاحتفاد كما يقال: اللهم لك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد. فذكر أنه لما أنزل على رسوله ما أنزل في هذه السورة من آياته فعبد رسول الله حتى عاد كالشن البالي في عبادته شكرا لله وحمدا وتذللا وتعبدا.
تفسير (والضحى)
بسم الله الرحمن الرحيم
((والضحى (1) والليل إذا سجى))
والضحى: إضحاء النهار وشدة ضوئه وظهوره، وسجو الليل: فتراكب ظلمته وتكوره كما قال سبحانه: ((الليل على النهار
ويكور النهار على الليل)) [الزمر:5].
وتأويل: ((ما ودعك ربك وما قلى (3) وللآخرة خير لك من الأولى (4) ولسوف يعطيك ربك فترضى)) فخبر من الله لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم عن أنه وإن لم يعطه ما يعطيه ويكثره أهل الدنيا في دنياه، فما تركه فمن حسن النظر في ذلك له لا لبغضه فقلاه. والقالي: فهو الشاني والشاني: فهو المبغض، وكل ذلك فهو بغض ولكنه آثره بكرامته له في آخرته على أولاه.
مخ ۲۲۵