وبه ثقتي ونعم الوكيل
[مقدمة]
الحمد لله الذي جعل القرآن نورا هدانا به من ظلمات الضلالة، ورحمة وشفاء من داء كل عمى وجهالة، ونجاة لمن اعتصم به وبأهله الذين دل عليهم بأوضح دلالة، وجعله جل وعلا لمن عقل واهتدى دليلا على من إليه هدى ، ومبينا لقدرة من قدره، وشاهدا على حكمة من دبره.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في حكمه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الذين هم عيبة علمه اصطفاهم لإرث وحيه، فخصهم باستخراج حكمه، وجعلهم حفاظ كتابه وأحكامه، وخزان حلاله وحرامه، والمستحفظين على أسراره وغوامضه، والقائمين بنشر مسنوناته وفرائضه، والعالمين بطرق الصواب مما اختلف فيه المختلفون، والمبينين للصحيح الذي تقول فيه المتقولون، إذ هم الدعوة الباقية في عقب إبراهيم الخليل مهبط التنزيل، وملجأ التأويل، ومختلف ميكائيل وجبريل.
وبعد :
مخ ۲