مصابیح ساطعه انوار
المصابيح الساطعة الأنوار
ژانرونه
انبثاثه: فهو انبعاثه متحيرا وطائرا في كل وجهة من الجهات، يموج ويصدم بعضه بعضا في تلك الوجوه المختلفات، فمثل الله سبحانه الناس في يوم البعث بما وصفنا من الفراش المنبث، الذي يموج بعضه في بعض، ويسقط تهافتا على الأرض لما ذكرنا من كثرته، وموجه وحيرته واختلاف جهاته، ويومئذ يدعوهم من تلك النواحي المختلفات الداعي فيستجيبون لدعوته كلهم جميعا باستماع، كما قال سبحانه: ((يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له)) [طه:108] تأويلها: لااختلاف لهم بعد معه كما كانوا يختلفون في المذاهب قبل دعائه، وماسمعوا وهم في حيرتهم من ندائه كما قال سبحانه: ((واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب)) [ق:41] وهو يوم الإصاخة بالأسماع، لتسمع صوت المنادي الداعي، وفي ماذكرنا من هذه الإصاخة ماقيل في يوم الصاخة: ((فإذا جاءت الصاخة (33) يوم يفر المرء من أخيه (34) وأمه وأبيه (35) وصاحبته وبنيه (36) لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه)) [عبس:33-37].
مخ ۱۹۶