مصابیح ساطعه انوار
المصابيح الساطعة الأنوار
ژانرونه
وليخصوا ((رب هذا البيت (3) الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف (4))) الذي بمكانهم منه، وبما كان من مجاورتهم له أطعموا من جوع، وأومنوا من خوف، فلم يجوعوا جوع الجائعين، ولم يخافوا خوف الخائفين ، فكلهم يعلم ويقول: إن البيت بيت الله ذي الجلال والإكرام، لا بيت ما عبدوا دونه من الملائكة والأصنام، وأن الله سبحانه هو الذي حرم الحرم، وجعل له تبارك وتعالى الجلالة والكرم، لا الملائكة المقربون، ولا الأصنام التي يعبدون، وأمرهم جل ثناؤه أن يعبدون وحده، وأن يوجبوا شكره وحمده على ما صنع لهم وأولاهم، ووهب لهم بحرمة بيته وأعطاهم.
تفسير (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل)
بسم الله الرحمن الرحيم
((ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل (1) ألم يجعل كيدهم في تضليل (2) وأرسل عليهم طيرا أبابيل (3) ترميهم
بحجارة من سجيل)).
معنى ((تر)) في مخرج التأويل: ليس هو برؤية العين، ولكنه علم اليقين، لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم ير ذلك بعينه، ولكنه رآه بعلمه ويقينه، وبما ذكر الله جل ثناؤه عنه ووصفه الله به منه، وسواء قيل: ألم تر، أو قيل: ألم تعلم معناهما واحد في اليقين والعلم.
وتأويل ((كيف فعل ربك)) هو كيف صنع، وأصحاب الفيل: فهم من جاء معه، أو بعث به وإن تخلف عنه، فكل من كان للفيل صاحبا من بعث وإن لم يصحبه، ومن كان له مصاحبا.
مخ ۱۸۶