مصابیح ساطعه انوار
المصابيح الساطعة الأنوار
ژانرونه
فلولا ما أيد الله في كتابه وحججه، وأذكى سبحانه من تنوير سرجه، لأباد حججه بتظاهرهم المبطلون، ولأطفأ سرجه الظلمة الذين لا يعقلون، ولكن الله سبحانه أبى له أن يطفا، وجعله سراجا لأوليائه لا يخفى، وفي ذلك ما يقول سبحانه: ((يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)) [البقره:32] ولعلنا ولا قوة إلا بالله العلي الكبير، وبالله نستعين على ما هممنا به لكتابه من التفسير أن نضع مما علمنا الله فيه طرفا، وأن نصف فيه من وجوه الحق وصفا، نبين عنه بما يحضرنا الله فيه من التبيين، ونعتمد فيه على ما نزل الله به من هذا اللسان العربي العزيز المبين، فإن الله جعله مفتاح علمه، ودليل من التمسه على حكمه فلا يفتح أبدا إلا بمفاتيحه، ولا يكشف ظلمه إن عرضت في فهمه إلا بمصابيحه، فعنه بالله فاستمعوا، وبه وفيه انتفعوا .
واعلموا أنا لن نضع من ذلك إلا قليلا وإن أكثرنا، وإنا وإن بلغنا من تفسيره كل مبلغ فلن نمسك عنه إلا وقد قصرنا، وأن لكل تفسير منه تفسيرا، وإن في قليله تفسيرا كثيرا، ولكل باب منه أبواب، وكل سبب فقد تصله الأسباب، إلا أنا سنقول في ذلك بما يحضرنا الله فهمه، وما نسأل الله أن يهبنا في كتابه علمه.
مخ ۱۴۳