وربما تعذر تفسير هذه الآراء على ضوء ما عرفنا من عقلية زهير كامل، ولكن لن يتعذر تفسيرها على ضوء حياته؛ إذ كان يعاني الحنين إلى زوجته وابنته اللتين هاجرتا إلى الخارج، كما كان يفتح قلبه لحب جديد، حب نعمات عارف، وكانت تظلنا سحابة من الغم والنكد في أعقاب هزيمة يونيو عندما قال لي الزميل القديم: توجد أحداث غريبة لا صلة لها بالمعركة.
فسألته عما يعني فقال: كاميليا زهران تلعب مع المدير العام تلك اللعبة القديمة.
حقا أصبح المديرون في سن الشباب لا كالعهد القديم، ومديرنا العام في الأربعين، ولكنه متزوج وأب وذو سمعة - من هذه الناحية على الأقل - طيبة. قلت: ولعلها إشاعة! - ولعلها حقيقة!
فسألته: وما تفسيرك للأمر؟ - لعله حب، وإن صح هذا الفرض فسيخرب بيت ويقام مكانه بيت جديد.
وصمت مليا ثم عاد يقول: ولعلها اللعبة القديمة على طريقة شرارة النحال. - هل تسللت انتهازية جيلنا إلى الجيل الطازج؟ - إن المغريات اليوم أقوى وأعنف.
فقلت بامتعاض: لعل الانتهازية يعترف بها في النهاية باعتبارها أخلاقا جديدة، ومهارات جديدة مثل التكنولوجيا!
وحدثت صديقي الدكتور عزمي شاكر في الموضوع وقلت له: إنك مفكر بارع، فلم لا تدرس الأخلاق الجديدة؟ أعني الأخلاق الصالحة للعصر الحديث، التي يجب أن تستلهم من المجتمع الجديد لا من القيم القديمة.
فسألني: ما الذي دعاك إلى هذا التفكير؟
فقلت وأنا من الاستياء في غاية: انظر إلى مآل صديقنا الدكتور كامل رمزي، وعندي نظائر له عرفتهم في مجرى الحياة ممن نعدهم أمثلة طيبة للإنسان، ألا يجوز أن أخلاقهم لم تعد صالحة للعالم الحديث؟
فقال باسما: إنك تنفس عن مرارة نفسك. - الحق أني حائر وحزين.
ناپیژندل شوی مخ