بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
الحمد لله الذي أرشد قاصده إلى مقاصده، واطلعنا على مراكز كتابه ومراصده، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومعاضده وبعد:
فإن من علوم القرآن العظيم مناسبة مطالع السور ومقاطعها كما أوضحته في الإتقان وكتاب أسرار التنزيل، وقد صرح بذلك المحققون: كصاحب
1 / 45
الكشاف وشيخه محمود بن حمزة الكرماني صاحب البرهان في متشابه القرآن، والغرائب والعجائب في
1 / 46
التفسير، والإمام فخر الدين والأصبهاني وغيرهم.
وقد أردت بيان ذلك على ترتيب السور في هذه الكراسة مستخرجًا له بفكري، إما ما صرّحت بنقله عن غيري، وسمّيتها: مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع.
البقرة: قال الأصبهاني: وافق آخرها أولها من ذكر أوصاف
1 / 47
المؤمنين، ثم الإشارة إلى وصف الكافرين.
آل عمران: افتتحت بذكر إنزال القرآن والتوراة والإنجيل من قبل، وختمت بذلك في قوله ﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ﴾. وافتتحت بقوله: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾. وختمت بقوله: ﴿إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾.
النساء: افتتحت بذكر بدء الخلق والولادة، وختمت بأحكام الوفاة. وفتحت بآيات المواريث
1 / 48
والكلالة، وختمت بمثل ذلك.
المائدة: بدأت بتحريم الصيد [في الإحرام] والشهر الحرام والهدي والقلائد، وختمت بذلك. وفي أولها إحلال بهيمة
1 / 49
الأنعام، وفي آخرها النعي على من حرّم منها ما لم يحرمه الله. وفي أولها ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾، وفي آخرها: ﴿لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ وفي أولها: ﴿لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾، وفي آخرها مثل ذلك.
الأنعام: في أولها: ﴿الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ﴾، وفي آخرها: ﴿وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾. وفي أولها: ﴿أَلَمْ يَرَوْاْ
1 / 50
كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ﴾ إلى قوله: ﴿وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ﴾، وفي آخرها: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ﴾.
الأعراف: في أولها ﴿وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾. وفي آخرها: ﴿تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾. وفي أولها: ﴿اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ﴾، وفي آخرها: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي﴾.
وفي أولها: ﴿وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾، وفي آخرها: ﴿وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ﴾. وفي أولها وصف إبليس بالاستكبار، وختمها بوصف الملائكة بأنهم لا يستكبرون. وفي أولها: ﴿ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾، وفي آخرها: ﴿وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً﴾.
الأنفال: افتتحت بقوله: ﴿أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ
1 / 51
رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾، واختتمت بقوله: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾.
براءة: افتتحت بقوله: ﴿وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ﴾، وختمت بقوله: ﴿فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ﴾.
يونس: في أولها: ﴿أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ﴾، وفي آخرها: ﴿وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ﴾.
هود.
و: يوسف.
و: الرعد.
و: إبراهيم.
والحجر كلها مفتتحة بذكر القرآن، ومختتمة به.
1 / 52
النحل: افتتحت بالنّهي عن الاستعجال، وختمت بالأمر بالصبر.
1 / 53
الإسراء: افتتحت بالتسبيح، وختمت بالتحميد.
الكهف.
و: مريم.
و: طه كلها مفتتحة بذكر القرآن والذكر، ومختتمة به.
1 / 54
الأنبياء: في أولها: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ﴾، وفي آخرها: ﴿وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ﴾.
الحج: بدئت بذكر الساعة، وختمت بقوله: ﴿لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ﴾، وذلك يوم القيامة.
1 / 55
المؤمنون: أولها: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾، وآخرها: ﴿إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ قاله الزمخشري.
النور: في أولها في النساء: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾، وفي آخرها في القواعد من النساء: ﴿فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ
بِزِينَةٍ﴾.
1 / 56
الفرقان: بدأت ب ﴿تَبَارَك﴾ وختمت بذلك.
الشعراء: بدأت بذكر الكتاب، وختمت به في قوله: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
1 / 57
طس: بدأت بذكر الكتاب وأنه هدى، وختمت بذلك في قوله: ﴿وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى﴾.
القصص: في أولها: ﴿فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ﴾، وفي آخرها: ﴿فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِّلْكَافِرِينَ﴾. وفي أولها: هجرة موسى من موطنه والعود إليه، وفي آخرها هجرة النبي ﷺ من بلده والعود إليه.
العنكبوت: ختمت بالهجرة والجهاد لقوله في أولها: ﴿أَحَسِبَ
1 / 58
النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾.
الروم: في أولها: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ﴾، وفي آخرها: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾.
لقمان: في صدرها: ﴿وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾، وفي آخرها: ﴿وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾.
السجدة: في أولها: ﴿لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ﴾،
1 / 59
وفي آخرها: ﴿فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ﴾.
الأحزاب: بدئت بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ﴾، وفي آخرها خطابًا لأزواجه: ﴿وَاتَّقِينَ اللَّهَ﴾.
سبأ: بدئت ب ﴿عَالِمِ الْغَيْبِ﴾، وختمت ب ﴿عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾.
فاطر: في أولها: ﴿وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾، وفي آخرها: ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾.
1 / 60
يس: بدئت بوصف القرآن، وختمت به في قوله: ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ﴾. وبدئت بقوله: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى﴾، وختمت بإقامة الحجة على ذلك في قوله: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا﴾ الآيات.
الصافات: أولها ﴿وَالصَّافَّاتِ صَفًّا﴾ وهم الملائكة، وآخرها فيهم: ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ﴾.
1 / 61
ص: أولها ﴿وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾، وآخرها: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ﴾.
الزمر: في أولها: ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ﴾، وفي آخرها: ﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ﴾. وفاتحتها بدء الخلق، وخاتمتها المعاد والبعث، وفي أولها بدء الخلق: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾،
وفي ختامها في نهاية المعاد: ﴿وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ﴾.
غافر: في أولها: ﴿أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ﴾ الآية، وفي آخرها: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ﴾ الآية. وفي أولها:
1 / 62
﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾، وفي آخرها: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي﴾.
فصلت: في أولها: ﴿فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ﴾، وفي آخرها: ﴿أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ﴾.
الشورى: في أولها: ﴿كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ﴾، وفي آخرها: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾.
1 / 63
الزخرف: في أولها: ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴾، وفي آخرها: ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾. وفي أولها ﴿صَفْحًا﴾، وفي آخرها: ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ﴾.
الدخان: بدئت بذكر القرآن، وختمت به. وأولها: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ﴾، وآخرها: ﴿فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ﴾.
الجاثية: في صدرها: ﴿وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا﴾،
1 / 64