فقال في تواضع: «أشكركم يا أولادي، وأؤكد لكم أنها وضعته بغير علمي ودون مساعدتي.»
فدوى البهو بالضحك، فارتبك الأستاذ وأردف قائلا: «ما زلت أؤكد لكم أنه لا علاقة لي به، وإذا كان هناك من ساعدها على وضعه، فهو الأستاذ جونز ...» •••
حدث مرة أن قضى برنارد شو بأن الرجل أصدق من المرأة رأيا، وأعلى، ثم التفت إلى زوجته لتؤيد قوله، فقالت: «لا جدال في ذلك يا عزيزي، ولا أدل على ذلك من أنك اخترتني زوجة، وأنني رضيت بك.» •••
يروى أحد أصدقاء برنارد شو قصة عن سهرة قضاها مع الكاتب وزوجته، فكان شو يسوق النوادر تترى وكانت زوجته تشتغل بحياكة الصوف، فسألها الضيف عما تحيكه، فأجابت هامسة: «لا شيء لا شيء، ولكني سمعت نوادره ألف مرة، فلا بد لي من عمل أؤديه بيدي، وإلا خنقته.» •••
كان جورج برنارد شو يدعو إلى حفلة خيرية، فرأى أن يقوم بما ينتظر منه، فدعا سيدة نبيلة كبيرة السن إلى الرقص، وفي أثناء الرقص سألته، وفي لهجتها مزيج من الدلال والفخر: قل لي يا مستر شو، ما الذي حملك على مراقصة سيدة مسكينة مثلي؟ فجاءها رده في الحال: «أليست هذه حفلة خيرية.» •••
قبل أن يرفع الستار عن مسرحية جديدة، جلست سارة برنار وأعضاء فرقتها وقد علا الوجوم وجوههم في الحجرة الخضراء، ثم إذا بالمارشال فرنسوا كانروبير يدخل عليهم، وكان المارشال بطل فرنسا في حرب القرم، ولم يكد يدخل الحجرة حتى لاحظ الوجوم السائد بين الممثلين، فقال قولا ردت عليه سارة برنار بقولها: «إننا نوشك أن نخوض غمار معركة كبيرة؛ لذا تجدنا خائفين.» فأجاب المارشال متعجبا: «خائفون؟» فقالت سارة: «معذرة يا سيدي المارشال.» ثم نادت على أحد رجال المسرح وقالت: «بيكار، هات قاموسا للمارشال!» •••
في عام 1879 زارت إحدى الصحفيات، توماس إديسون، في معمله، وكانت هذه السيدة في ذلك الوقت قد بدأت تنافس الرجل في العمل الصحفي، وطلبت منه أن يشرح لها اختراعاته لكي تكتبها بأسلوب سهل يفهمه الرجل العادي فأبدى إديسون إعجابه بفكرتها، وأثنى على صحيفتها النشيطة، وأخذ يشرح لها بعض اختراعاته ويقول في تعريف الكهرباء: «الكهرباء تيار، أو سيال، يجري من قطب موجب إلى قطب سالب ... الكهرباء ...» فقاطعته الصحفية قائلة: «ولماذا لا يجري من قطب سالب إلى قطب موجب ... لا ... لا، هذا كلام لا يستسيغه قرائي، بل هو طلاسم.»
فقال لها إديسون: «اذهبي اليوم، وغدا أرسل في طلبك لأشرح لك معنى الكهرباء شرحا سأكتبه بنفسي لك.»
شكرته الصحفية وانصرفت، وفي الصباح جاءته في المعمل بناء على دعوته، فأشار إلى كرسي بعيد وقال: «استريحي على هذا المقعد من عناء الطريق.»
فجلست .. ووضع إديسون يده على ضاغط كهربي، فإذا بالصحفية النشيطة تصرخ، وتنهض منطلقة كالقذيفة وهي تولول ذعرا، ولما عادت إلى وعيها قال لها إديسون: «ألا يمكنك الآن أن تفهمي معنى الكهرباء؟ الكهرباء شيء لا يتحرك، ولكنه يحدث الحركة.»
ناپیژندل شوی مخ