به نطاق البيان. وانا أذهب إلى جواز لعن مثله على التعيين ، ولو لم يتصور أن يكون له مثل من الفاسقين. والظاهر أنه لم يتب ، واحتمال توبته أضعف من إيمانه.
ويلحق به ابن زياد ، وابن سعد وجماعة ، فلعنة الله عليهم وعلى أنصارهم وأعوانهم وشيعتهم ومن مال إليهم إلى يوم الدين ، ما دمعت عين على أبي عبد الله الحسين (ع).
ويعجبني قول شاعر العصر ، ذي الفضل الجلي ، عبد الباقي افندي العمري الموصلي ، وقد سئل عن لعن يزيد ، فقال :
يزيد على لعني عريض جنابه
فاغدو به طول المدى العن اللعنا
ومن يخشى القيل والقال من التصريح بلعن ذلك الضليل ، فليقل : لعن الله عز وجل من رضي بقتل الحسين (ع)، ومن آذى عترة النبي (ص) بغير حق ، ومن غصبهم حقهم ، فإنه يكون لاعنا له ؛ لدخوله تحت العموم دخولا اوليا في نفس الأمر. ولا يخالف أحدا في جواز اللعن بهذه الألفاظ ونحوها ، سوى ابن العربي المار ذكره وموافقيه ، فإنهم على ظاهر ما نقل عنهم ، لا يجوزون لعن من رضي بقتل الحسين (عليه السلام)! وذلك لعمري هو الضلال البعيد الذي يكاد يزيد على ضلال يزيد!.
ثم قال : نقل البرزنجي في (الاشاعة)، والهيثمي في (الصواعق المحرقة)، أن الإمام أحمد لما سأله ابنه عبد الله عن لعن يزيد قال : كيف لا يلعن من لعنه الله في كتابه! فقال عبد الله : قرأت كتاب الله عز وجل فلم أجد فيه لعن يزيد! فقال الإمام : إن الله يقول : ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله )، وأي فساد وقطيعة أشد مما فعله يزيد!.
وقد جزم بكفره وصرح بلعنه جماعة من العلماء ، منهم : القاضي أبو يعلى ، والحافظ ابن الجوزي ، وقال التفتازاني : لا نتوقف في شأنه ، بل في إيمانه ، لعنة الله عليه وعلى أعوانه وأنصاره ، وصرح بلعنه جلال الدين السيوطي.
وفي تاريخ ابن الوردي ، والوافي بالوفيات : لما وردت على يزيد نساء الحسين وأطفاله ، والرؤوس على الرماح ، وقد أشرف على ثنية جيرون ونعب الغراب ، قال :
لما بدت تلك الحمول وأشرقت
تلك الشموس على ربى جيرون
مخ ۳۰