347

ثم أخذت زينب بنت أمير المؤمنين بعضادتي باب المسجد وصاحت : يا جداه ، إني ناعية إليك أخي الحسين.

وصاحت سكينة : ياجداه! إليك المشتكى مما جرى علينا ، فوالله ما رأيت أقسى من يزيد ، ولا رأيت كافرا ولا مشركا شرا منه ولا أجفى وأغلظ ، فلقد كان يقرع ثغر أبي بمخصرته وهو يقول : كيف رأيت الضرب يا حسين (1).

وأقمن حرائر الرسالة المأتم على سيد الشهداء ولبسن المسوح والسواد ، نائحات الليل والنهار ، والإمام السجاد يعمل لهن الطعام (2).

وفي حديث الصادق (ع): «ما اختضبت هاشمية ولا أدهنت ولا اجيل مرود في عين هاشمية خمس حجج حتى بعث المختار برأس عبيد الله بن زياد» (3).

وأما الرباب فبكت على أبي عبد الله حتى جفت دموعها فأعلمتها بعض جواريها بأن السويق يسيل الدمعة ، فأمرت أن يصنع لها السويق لاستدرار الدموع (4).

وكان من رثائها في أبي عبد الله (ع) (5):

إن الذي كان نورا يستضاء به

بكربلاء قتيل غير مدفون

وأما علي بن الحسين (ع) فانقطع عن الناس ؛ انحيازا عن الفتن وتفرغا للعبادة

مخ ۳۷۶