335

وقال الحاج مهدي الفلوجي الحلي (1):

لا تطلبوا رأس الحسين فإنه

لا في حمى ثاو ولا في واد

* يوم الأربعين

من النواميس المطردة الاعتناء بالفقيد بعد أربعين يوما مضين من وفاته بإسداء البر إليه وتأبينه ، وعد مزاياه في حفلات تعقد وذكريات تدون ، تخليدا لذكره على حين إن الخواطر تكاد تنساه والأفئدة أوشكت أن تهمله ، فبذلك تعاد إلى ذكره البائد صورة خالدة ، بشعر رائق تتناقله الألسن ، ويستطيع في القلوب ، فتمر الحقب والأعوام وهو على جدته. أو خطاب بليغ تتضمنه الكتب والمدونات حتى يعود من أجزاء التاريح التي لا يبليها الملوان ، فالفقيد يكون حيا كلما تليت هاتيك النتف من الشعر أو وقف الباحث على ما القيت فيه من كلمات تأبينية بين طيات الكتب ، فيقتص أثره في فضائله وفواضله ، وهذه السنة الحسنة تزداد أهمية كلما ازداد الفقيد عظمة وكثرت فضائله ، وإنها في رجالات الإصلاح ، والمقتدى بهم من الشرائع أهم وآكد ؛ لأن نشر مزاياهم وتعاليمهم يحدو إلى اتباعهم واحتذاء مثالهم في الإصلاح وتهذيب النفوس.

وما ورد عن أبي ذر الغفاري وابن عباس عن النبي (ص): «إن الأرض لتبكي على المؤمن أربعين صباحا» (2)، وعن زرارة عن أبي عبد الله (ع): «إن السماء بكت على الحسين (ع) أربعين صباحا بالدم ، والأرض بكت عليه أربعين صباحا بالسواد ، والشمس بكت عليه أربعين صباحا بالكسوف والحمرة ، والملائكة بكت عليه أربعين صباحا ، وما اختضبت امرأة منا ولا أدهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد ، وما زلنا في عبرة من بعده» (3).

مخ ۳۶۴