238

مكترث بالجمع ولا مبال بالالوف.

أهوى يشد حذاءه

والحرب مشرعة لأجله

وبينا هو على هذا إذ شد عليه عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي ، فقال له حميد بن مسلم : وما تريد من هذا الغلام؟ يكفيك هؤلاء الذين تراهم احتوشوه. فقال : والله لأشدن عليه. فما ولى حتى ضرب رأسه بالسيف ، فوقع الغلام لوجهه فقال : يا عماه! فأتاه الحسين كالليث الغضبان ، فضرب عمرا بالسيف فاتقاه بالساعد فأطنها (2) من المرفق ، فصاح صيحة عظيمة سمعها العسكر ، فحملت خيل ابن سعد لتستنقذه ، فاستقبلته بصدرها ووطأته بحوافرها فمات.

وانجلت الغبرة وإذا الحسين (ع) قائم على رأس الغلام وهو يفحص برجليه. والحسين (ع) يقول : «بعدا لقوم قتلوك! خصمهم بوم القيامة جدك».

ثم قال : «عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك ثم لا ينفعك ، صوت والله كثر واتره وقل ناصره». ثم احتمله وكان صدره على صدر الحسين (ع) ورجلاه يخطان في الأرض ، فألقاه مع علي الأكبر وقتلى حوله من أهل بيته (3) ، ورفع طرفه إلى السماء وقال : «اللهم أحصهم عددا ، ولا تغادر منهم أحدا ، ولا تغفر لهم أبدا ، صبرا يا بني عمومتي ، صبرا يا أهل بيتي ، لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا» (4).

ناهيك بالقاسم بن المجتبى حسن

مزاول الحرب لم يعبأ بما فيها

مخ ۲۶۵