ابن زياد وشتم عليا وعقيلا والحسين (1)، فقال مسلم : أنت وأبوك أحق بالشتم ، فاقض ما أنت قاض يا عدو الله (2).
فأمر ابن زياد رجلا شاميا (3) أن يصعد به إلى أعلى القصر ويضرب عنقه ، ويرمي رأسه وجسده إلى الأرض ، فأصعده إلى أعلى القصر ، وهو يسبح الله ويهلله ويكبره (4) ويقول : اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وخذلونا وكذبونا ، وتوجه نحو المدينة وسلم على الحسين (5).
وأشرف به الشامي على موضع الحذائين وضرب عنقه ورمى برأسه وجسده إلى الأرض (6)، ونزل مذعورا ، فقال له ابن زياد : ما شأنك؟ قال : رأيت ساعة قتله رجلا أسود سيء الوجه حذائي عاضا على إصبعه ، ففزعت منه فقال ابن زياد : لعلك دهشت (7).
ثم أخرج هاني إلى مكان من السوق يباع فيه الغنم وهو مكتوف ، فجعل يصيح وآمذحجاه! ولا مذحج لي اليوم ، وآمذحجاه! وأين مني مذحج؟ فلما رأى أن أحدا لا ينصره جذب يده ونزعها من الكتاف وقال : أما من عصا أو سكين أو حجر أو عظم يدافع رجل عن نفسه؟ ووثبوا عليه وأوثقوه كتافا وقيل له : مد عنقك ، فقال : ما أنا بها سخي ، وما أنا بمعينكم على نفسي ، فضربه بالسيف مولى لعبيد الله ابن زياد تركي يقال له رشيد ، فلم يصنع فيه شيئا فقال هاني : إلى الله المعاد اللهم إلى رحمتك ورضوانك ، ثم ضربه اخرى فقتله. وهذا العبد قتله عبد الرحمن بن الحصين المرادي رآه مع عبيد الله ب (الخازر) (8).
وأمر ابن زياد بسحب مسلم وهاني بالحبال من أرجلهما في الأسواق (9)
مخ ۱۶۳