ومما فضله الله تعالى به أن ابليس أمر ماردا من الجن يقال له : «الأبيض» أن يأتيه فأتى ، وتمثل بصورة كأنه يوحى إليه وهو يصلي ، فبعث الله جبرائيل ، فلما انصرف النبي إذا جبرائيل بينه وبين الشيطان فدفعه جبرائيل بيده ، فوقع من «مكة» إلى «الهند» فانزل الله فيه : ( ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين ) التكوير / 21 ، فتلك قوة جبرائيل عليه السلام .
ومما فضله الله تعالى به أن جبرائيل أتاه بسورة الأنعام ، ومعه سبعون ألف ملك لهم زجل من التسبيح والتحميد حتى كادت الأرض ترج فخر النبي صلى الله عليه وآله ساجدا.
ومما فضله الله تعالى به أن الله تعالى أمر ملائكته يحفظونه من بين يديه ومن خلفه.
ومما فضله الله تعالى به أن الشياطين كانوا يختلسون من الأنبياء عند الوحي ، ثم تلقي الشياطين على ألسن الكهنة والعرافين مما يستمعون من السماء ، ثم يخبرون الناس بما هو كائن ، فإذا قال نبيهم : يكون كذا وكذا ، قالوا : قد سمعنا هذا قبل هذا ، فعصم الله تعالى نبيه (صلواته عليه وآله) وآمنه ، وحرست السماء بالملائكة ، ورميت الشياطين بالشهب ، وحفظت الملائكة محمدا صلى الله عليه وآله عند الوحي فلا يستمعون.
ومما فضله الله تعالى به أنه لا يدخل جنة عدن احد قبله وهي دار الرحمن وموضع عرشه ، وجنة عدن قصبة الجنة وهي مشرفة على الجنان ، وباب جنة عدن لها مصراعان من زمرد من نور بينهما كما بين المشرق والمغرب.
ومما فضله الله تعالى به أنه جعلت له ليلة القدر خيرا من ألف شهر يستبشر بها حملة العرش.
مخ ۳۸