164

الخلافة لمن خالف كتاب الله وعطل السنة ، انما مثل ذلك مثل رجل أصاب ملكا فتمتع به ، وكأنه انقطع عنه وبقيت تبعاته عليه».

فقال معاوية : ما في قريش رجل إلا ولنا عنده نعم جزيلة ، ويد جميلة.

قال : «بلى ، من تعززت به بعد الذلة ، وتكثرت به بعد القلة». فقال معاوية : من اولئك؟ يا حسن! قال : «من يلهيك عن معرفته».

ثم قال الحسن : «أنا ابن من ساد قريش شابا وكهلا ، أنا ابن من ساد الورى كرما ونبلا ، أنا ابن من ساد أهل الدنيا بالجود الصادق ، والفرع الباسق ، والفضل السابق ، أنا ابن من رضاه رضى الله وسخطه سخطه ، أفهل لك أن تساميه؟ يا معاوية»! فقال : أقول لا تصديقا لقولك.

فقال له الحسن : «الحق أبلج ، والباطل لجلج ، ولم يندم من ركب الحق ، وقد خاب من ركب الباطل والحق يعرفه ذوو الألباب».

ثم نزل معاوية ، وأخذ بيد الحسن ، وقال : لا مرحبا بمن ساءك.

88 وروي : أن أحد العلويين قال ليحيى بن معاذ : ما تقول فينا؟ قال : ما أقول في طينة عجنت بماء النبوة ، وغرست بتربة الرسالة ، فهل ينفح منها إلا أريج الندى ، وعبير التقوى ، فأمر العلوي فملأ فمه درا.

89 وقيل : كان للحسن بن علي عليه السلام شاة تعجبه ، فوجدها يوما مكسورة الرجل ، فقال للغلام : «من كسر رجلها»؟ قال : أنا ، قال : «لم»؟ قال : لأغمنك ، قال الحسن : «لأفرحنك ، أنت حر لوجه الله تبارك وتعالى». وفي رواية اخرى : قال : لأغمن من أمرك بغمي ، يعني : أن الشيطان أمره أن يغمه.

90 وذكر «الجاحظ» فصلا طويلا في كتاب «الزرع والنخل» في

مخ ۱۸۵