161

«اجمع من أردت» ، فأرسل مروان فجمع الحيين بني هاشم وبني امية ، وتكلم مروان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

أما بعد ، فإن أمير المؤمنين معاوية أمرني أن أخطب زينب بنت عبد الله ابن جعفر ليزيد بن معاوية على حكم أبيها في الصداق ، وقضاء دينه بالغا ما بلغ ، وعلى صلح الحيين بني هاشم وبني أمية ، ويزيد بن معاوية كفؤ من لا كفؤ له ، ولعمري ، لمن يغبطكم بيزيد أكثر ممن يغبط يزيد بكم ، فيزيد ممن يستسقى بوجهه الغمام ، ثم سكت.

فتكلم الحسن فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : «أما ما ذكرت من حكم أبيها في الصداق ، فإنا لم نكن لنرغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله في أهله وبناته ، وأما قضاء دين أبيها فمتى قضت نساؤنا بمهورهن ديون آبائهن؟! وأما صلح الحيين : فنحن عاديناكم لله وفي الله ، فلا نصالحكم للدنيا ، وأما قولك : يزيد كفؤ من لا كفؤ له ، فأكفاؤه اليوم أكفاؤه بالأمس ، لم يزده سلطانه ، وأما قولك من يغبطنا بيزيد أكثر ممن يغبطه بنا ، فإن كانت الخلافة قادت النبوة (1) فنحن المغبوطون ، وإن كانت النبوة قادت الخلافة فهو المغبوط بنا ، وأما قولك : إن الغمام يستسقى بوجه يزيد فإن ذلك لم يكن إلا لآل رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقد رأينا أن نزوجها من ابن عمها القاسم بن محمد ابن جعفر وقد زوجتها منه ، وجعلت مهرها ضيعتي التي لي بالمدينة ، وقد أعطاني بها معاوية عشرة آلاف دينار ، ولها فيها غنى وكفاية».

فقال مروان : أغدرا يا بني هاشم؟! فقال الحسن : «واحدة بواحدة».

وكتب مروان بذلك الى معاوية ، فقال معاوية : خطبنا إليهم فلم يفعلوا ، ولو خطبوا إلينا لما رددنا.

مخ ۱۸۲