156

79 وذكر الشعبي : أن عبد الله بن جعفر دخل على معاوية ، وعنده يزيد ، فجعل يزيد يعرض بعبد الله بن جعفر في كلامه ، وينسبه إلى الإسراف ، فقال عبد الله ليزيد : إني لأرفع نفسي عن جوابك ولو كلمني صاحب السرير لأجبته.

فقال معاوية : كأنك تظن أنك أشرف منه؟ قال : أي والله ، ومنك ومن أبيك وجدك.

فقال معاوية : ما كنت أحسب أحدا في عصر حرب يزعم أنه أشرف منه!

فقال عبد الله : بلى ، إن أشرف من حرب من كفأ عليه إناءه ، وأجاره إذ ألبسه رداءه.

فقال معاوية : صدقت يا أبا جعفر! وقضى حوائجه فخرج.

قال الشعبي : ومعنى قول عبد الله : أشرف منه من كفا عليه إناءه ، وأجاره إذ ألبسه رداءه هو أن حرب بن امية كان إذا كان في سفره ، وعرضت له ثنية أو عقبة ، تنحنح فلا تجوز الناس حتى يجوزها.

فجاء غلام من بني تميم ثم من بني أسد ، فقيل له : قف ، حتى يجوز حرب ، قال : ومن حرب؟ ثم تقدمه ، ونظر إليه حرب ، فتهدده وقال : سيمكنني الله منك إن دخلت مكة ، ثم إن التميمي بعد ذلك بدت له حاجة بمكة ، فسأل عن أعز أهل مكة ، فقيل له : عبد المطلب بن هاشم ، فخرج إليه وأناخ راحلته ببابه ، فقيل : ادخل الدار ، فقال : ما أردت دون

مخ ۱۷۷