مقصد عالي
المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي
پوهندوی
سيد كسروي حسن
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
معاصر
قَالَتْ: فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: «مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ»؟ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اشْتَكَيْتُ وَصَدَعْتُ.
قَالَ: «فَقُولِي بَلْ وَارَأْسَاهْ» .
قَالَتْ: فَمَا لَبِثَ إِلا قَلِيلا حَتَّى أُتِيتُ بِهِ يُحْمَلُ فِي كِسَاءٍ.
قَالَتْ: فَمَرَّضْتُهُ وَلَمْ أُمَرِّضْ مَرِيضًا قَطُّ.
وَلا رَأَيْتُ مَيِّتًا قَطُّ.
قَالَتْ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَأَخَذْتُهُ فَأَسْنَدْتُهُ إِلَى صَدْرِي.
قَالَتْ: فَدَخَلَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِيَدِهِ سِوَاكُ أَرَاكٍ رَطْبٌ.
قَالَتْ: فَلَحَظَ إِلَيْهِ.
قَالَتْ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُهُ فَأَخَذْتُهُ فَلُكْتُهُ بِفِي، فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ قَالَتْ: فَأَخَذَهُ فَأَهْوَاهُ إِلَى فِيهِ.
قَالَتْ: فَخَفَقْتُ يَدَهُ، فَسَقَطَ مِنْ يَدِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَيَّ حَتَّى إِذَا كَانَ فَاهُ فِي ثَغْرِي (...
) سَالَ مِنْ فِيهِ نُقْطَةً بَارِدَةً اقْشَعَرَّ مِنْهَا جِلْدِي، وَثَارَ رِيحُ الْمِسْكِ فِي وَجْهِي فَمَالَ رَأْسُهُ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ غُشِيَ عَلَيْهِ.
قَالَتْ: فَأَخَذْتُهُ فَنَوَّمْتُهُ عَلَى الْفِرَاشِ وَغَطَّيْتُ وَجْهَهُ قَالَتْ: فَدَخَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: كَيْفَ تَرَيْنَ؟ فَقَالَتْ: غُشِيَ عَلَيْهِ.
فَدَنَا مِنْهُ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ: يَا غَشْيَاهْ مَا أَكُونُ هَذَا بِغَشْيٍ ثُمَّ كَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَعَرَفَ الْمَوْتَ فَقَالَ: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: ١٥٦] .
ثُمَّ بَكَى فَقُلْتُ: فِي سَبِيلِ اللَّهِ انْقِطَاعُ الْوَحْيِ وَدُخُولُ جِبْرِيلَ بَيْتِي.
ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى صُدْغَيْهِ وَوَضَعَ فَاهُ عَلَى جَبْهَتِهِ فَبَكَى حَتَّى سَالَتْ دُمُوعُهُ عَلَى وَجْهِ النَّبِيِّ ﷺ ثُمَّ غَطَّى وَجْهَهُ وَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ وَهُوَ يَبْكِي فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ هَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ عَهْدٌ بِوَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟
1 / 202