هدف اعلي

Al-Ghazali d. 505 AH
27

هدف اعلي

المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى

پوهندوی

بسام عبد الوهاب الجابي

خپرندوی

الجفان والجابي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٧ - ١٩٨٧

د خپرونکي ځای

قبرص

الصدْق وَالْكذب فَإِن صدق النَّفْي كذب الْإِثْبَات وَبِالْعَكْسِ وَلَكِن إِذا اخْتلف وَجه الْكَلَام تصور الصدْق فِي الْقسمَيْنِ وَهُوَ كَمَا لَو قَالَ الْقَائِل لغيره هَل تعرف الصّديق أَبَا بكر ﵁ فَقَالَ وَالصديق مِمَّن يجهل وَلَا يعرف أَو يتَصَوَّر فِي الْعَالم من لَا يعرفهُ مَعَ ظُهُوره واشتهاره وانتشار اسْمه فَهَل على المنابر إِلَّا حَدِيثه وَهل فِي الْمَسَاجِد إِلَّا ذكره وَهل على الْأَلْسِنَة إِلَّا ثَنَاؤُهُ وَوَصفه لَكَانَ هَذَا الْقَائِل صَادِقا وَلَو قيل لآخر هَل تعرفه فَقَالَ وَمن أَنا حَتَّى أعرف الصّديق هَيْهَات لَا يعرف الصّديق سوى الصّديق أَو من هُوَ مثله أَو فَوْقه وَمن أَيْن لي أَن أَدعِي مَعْرفَته أَو أطمع فِيهَا وَإِنَّمَا مثلي يسمع اسْمه وَصفته فَأَما أَن يَدعِي مَعْرفَته فَذَلِك محَال فَهَذَا أَيْضا صَادِق وَله وَجه وَهُوَ أقرب إِلَى التَّعْظِيم والاحترام وَهَكَذَا يَنْبَغِي أَن يفهم قَول من قَالَ أعرف الله وَقَول من قَالَ لَا أعرف الله بل لَو عرضت خطا منظوما على عَاقل وَقلت هَل تعرف كَاتبه فَقَالَ لَا صدق وَلَو قَالَ نعم كَاتبه هُوَ الْإِنْسَان الْحَيّ الْقَادِر السَّمِيع الْبَصِير السَّلِيم الْيَد الْعَالم بصناعة الْكِتَابَة فَإِذا عرفت كل هَذَا مِنْهُ فَكيف لَا أعرفهُ فَهَذَا أَيْضا صدق وَلَكِن الأحق والأصدق قَوْله لَا أعرفهُ فَإِنَّهُ بِالْحَقِيقَةِ مَا عرفه وَإِنَّمَا عرف احْتِيَاج الْخط المنظوم إِلَى كَاتب حَيّ عَالم قَادر سميع بَصِير سليم الْيَد عَالم بصناعة الْكِتَابَة وَلم يعرف الْكَاتِب نَفسه فَكَذَلِك الْخلق كلهم لم يعرفوا إِلَّا احْتِيَاج هَذَا الْعَالم المنظوم الْمُحكم إِلَى صانع مُدبر حَيّ عَالم قَادر وَهَذِه الْمعرفَة لَهَا طرفان أَحدهمَا يتَعَلَّق بالعالم ومعلومه احْتِيَاجه إِلَى مُدبر وَالْآخر يتَعَلَّق بِاللَّه ﷿ ومعلومه أسامي مُشْتَقَّة من صِفَات غير دَاخِلَة فِي حَقِيقَة الذَّات وماهيتها فَإنَّا قد بَينا أَنه إِذا أَشَارَ المشير إِلَى شَيْء

1 / 50