هدف اعلي

Al-Ghazali d. 505 AH
152

هدف اعلي

المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى

پوهندوی

بسام عبد الوهاب الجابي

خپرندوی

الجفان والجابي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٧ - ١٩٨٧

د خپرونکي ځای

قبرص

أَن نقُول فِي زيد إِنَّه مَوْجُود فَكَذَلِك فِي حق الله تَعَالَى ورد بِهِ الشَّرْع أَو لم يرد ونقول إِنَّه قديم وَإِن قَدرنَا أَن الشَّرْع لم يرد بِهِ وكما أَنا لَا نقُول لزيد إِنَّه طَوِيل أشقر لِأَن ذَلِك رُبمَا يبلغ زيدا فيكرهه لِأَن فِيهِ إِيهَام نقص فَكَذَلِك لَا نقُول فِي حق الله ﷾ مَا يُوهم نقصا الْبَتَّةَ فَأَما مَا لَا يُوهم نقصا أَو يدل على مدح فَذَلِك مُطلق ومباح بِالدَّلِيلِ الَّذِي أَبَاحَ الصدْق مَعَ السَّلامَة عَن الْعَوَارِض الْمُحرمَة وَلذَلِك قد يمْنَع من إِطْلَاق لفظ فَإِذا قرن بِهِ قرينَة جوزناه فَلَا يجوز أَن يُقَال لله ﷾ يَا زارع يَا حَارِث وَيجوز أَن يُقَال من وطئ فأمنى فَلَيْسَ هُوَ الْحَارِث وَإِنَّمَا الله تَعَالَى وتقدس هُوَ الْحَارِث وَمن بَث الْبذر فَلَيْسَ هُوَ الزَّارِع إِنَّمَا الله هُوَ الزَّارِع وَمن رمى فَلَيْسَ هُوَ الرَّامِي وَإِنَّمَا الله هُوَ الرَّامِي كَمَا قَالَ تَعَالَى وَمَا رميت إِذْ رميت وَلَكِن الله رمى ٨ سُورَة الْأَنْفَال الْآيَة ١٧ وَلَا نقُول لله ﷾ يَا مذل ونقول يَا معز يَا مذل فَإِنَّهُ إِذا جمع بَينهمَا كَانَ وصف الْمَدْح إِذْ يدل على أَن طرفِي الْأُمُور بيدَيْهِ وَكَذَلِكَ فِي الدُّعَاء نَدْعُو الله ﷾ بأسمائه الْحسنى كَمَا أمرنَا بِهِ وَإِذا جاوزنا الْأَسَامِي دعوناه بِصِفَات الْمَدْح والجلال فَلَا نقُول يَا مَوْجُود يَا محرك يَا مسكن بل نقُول يَا مقيل العثرات يَا منزل البركات يَا ميسر كل عسير وَمَا يجْرِي مجْرَاه كَمَا أَنا إِذا نادينا إنْسَانا فإمَّا أَن نناديه باسمه أَو بِصفة من صِفَات الْمَدْح كَمَا نقُول يَا شرِيف يَا فَقِيه وَلَا نقُول يَا طَوِيل يَا أَبيض إِلَّا إِذا قصدنا الاستحقار وَأما إِذا استخبرنا عَن صِفَاته أخبرنَا بِأَنَّهُ أَبيض اللَّوْن أسود الشّعْر وَلَا يذكر مَا يكرههُ إِذا بلغه وَإِن كَانَ صدقا لعَارض الْكَرَاهَة وَإِنَّمَا يكره مَا يقدر فِيهِ نقصا

1 / 175