مقاصد الرعایت لحقوق الله عز وجل

Izz al-Din Abd al-Salam d. 660 AH
83

مقاصد الرعایت لحقوق الله عز وجل

مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل أو مختصر رعاية المحاسبي

پوهندوی

إياد خالد الطباع

خپرندوی

دار الفكر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٦هـ - ١٩٩٥م

د خپرونکي ځای

دمشق

وَلذَلِك يسبحون اللَّيْل وَالنَّهَار لَا يفترون وَلَا يسأمون وَلَا يثابون على أَعْمَالهم لأَنهم لم يجاهدوا أنفسهم وَلم يخالفوا أهواءهم الْقسم الثَّانِي الْبَهَائِم وَالطير والوحش وَقد ركبت فِيهَا الشَّهَوَات الَّتِي تقوم بمصالحها والنفرة مِمَّا يؤذيها وَيُخَالف طبعها وَلم يركب فِيهَا عقول تعرف بهَا الْأَمر وَالنَّهْي فَلم يؤاخذها بِشَيْء لعدم الْعقل وَلَا ثَوَاب لَهَا فِي الْآخِرَة إِذْ لَا طَاعَة لَهَا وَلَا عِقَاب عَلَيْهَا فِيمَا تتلفه من النُّفُوس وَالْأَمْوَال وَغير ذَلِك من الْأَفْعَال الَّتِي يُعَاقب عَلَيْهَا الثَّقَلَان الْقسم الثَّالِث الثَّقَلَان وَقد ركبت فيهم الْعُقُول كالملائكة وَجعلت فيهم الشَّهَوَات كالوحش وَالطير وَالدَّوَاب فكلفوا لأجل عُقُولهمْ وأثيبوا لطاعتهم ومخالفتهم أهواءهم وعوقبوا على معاصيهم وَمُخَالفَة أَمر رَبهم لِأَن لَهُم عقولا تردعهم عَن مُوَافقَة أهوائهم وتزجرهم عَن مُخَالفَة أَمر رَبهم وَلم يكلفوا إِلَّا بِمَا يُطِيقُونَ وَلم يكلفوا بِالْخرُوجِ عَن طباعهم وَلَا بِإِخْرَاج الشَّيْطَان من صُدُورهمْ وَلَا حرج على الْإِنْسَان فِي وسواس الشَّيْطَان فَإِن شياطين الْجِنّ مثل شياطين الْإِنْس وَلَو أَمرك شَيْطَان إنسي بِمَعْصِيَة الديَّان وَمُخَالفَة الرَّحْمَن لم يكن عَلَيْك حرج فِي أمره إياك بذلك وَإِنَّمَا الْحَرج فِي إِجَابَة الشَّيْطَان وموافقة الطباع فِيمَا يكرههُ الرَّحْمَن ويزجر عَنهُ الْقُرْآن

1 / 94