العيني والتأليف في التاريخ:
- قد يسأل سائل: ما هذه الكتب الكثيرة التي ألفها العيني في التاريخ حتى إنه ألفَّ كتابًا واحدًا بلغ ثمانية عشر مجلدًا من بدء الخليقة حتى سنة (٨٥٠ هـ)؛ أي قبل وفاته بخمس سنين، وهو عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان، وقد طبعته الهيئة المصرية العامة للكتاب (١٥٨٤ تاريخ) يجيب عن هذا السؤال الأستاذ فهيم شلتوت، الذي حقق كتاب السيف المهند في تاريخ الملك المؤيد، فيقول في (مقدمة الكتاب المذكور):
- "قد اشتهر عصر البدر العيني بأنه ضم كثيرًا من صفوة العلماء، وخصوصًا في التاريخ، ثم يسرد عددًا منهم من مثل:
- ابن خلدون: صاحب كتاب العبر وديوان الخبر والمبتدأ في أيام العرب والعجم والبربر.
- القلقشندي: صاحب كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا، وضوء الصبح المسفر، وقلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان.
- ابن حجر العسقلاني، صاحب كتب رفع الإصر عن قضاة مصر، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، إنباء الغمر بأنباء العمر.
- أبو المحاسن بن تغري بردي: صاحب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، وصاحب المنهل الصافي، والمستوفي بعد الوافي، وغير ذلك.
- السخاوي: صاحب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع.
شعر العيني:
وكما أن العيني ناثر ومؤرخ كبير، فهو أيضًا شاعر؛ إلا أن العلماء ذكروا أن شعره لا يرقى في العلو كما ترقى كتابته في النثر.
- ومن ذلك مدحه للنبي ﷺ يقول:
ذَكَرنَا مَدَائِحَ للنبِيِّ مُحَمَّد ... طَربْنَا بلا عودٌ سكرنَا ولا كَرْمُ
فَتلْكَ مُدَامَةٌ يَسُوغُ شَرَابُهَا ... ولَيسَ يَشُوبُهَا هَمٌّ ولا إِثْمُ
- ومن ذلك ما قاله ردًّا على ابن حجر، وقد عرض به الأخير سافرًا حينما هدمت إحدى مئذنتي جامع المؤيد قائلًا:
لجَامِعِ مَولانَا المُؤَيدِ رَوْنَقٌ ... مَنَارَتُهُ بالحُسْنِ تَزْهُو وبالزَّيْنِ
1 / 27