والفاء هنا من قبيل عطف التوهم؛ لدخول (أما) هنا كثيرا، وفيها معنى الشرط الموجب لدخول الفاء في جوابها.
ومن الباب قول زهير:
بدا لي أني لست مدرك ما مضي
ولا سابق (1) شيئا إذا كان جائيا
(2) بكسر (سابق) على توهم دخول الباء على خبر ليس، لوقوعه كثيرا.
وقول الأخر:
ما الحازم الشهم مقداما ولا بطل (3) وتقدير (أما) المحذوفة هنا- مهما يكن من شيء- بعد الحمد والصلاة:
فهذه (رسالة) وهي جملة يسيرة من الكلام (وجيزة) مؤدية للمقصود بأقل من عبارة المتعارف بين الأوساط الذين ليسوا في مرتبة البلاغة ولا في غاية الفقاهة (4).
ووصفها بالوجازة المؤذنة بالمدح؛ لعدم اقتضاء الحال الاطناب، إذ الغرض من التصنيف إيصال المعنى إلى فهم المتعلم، فترك التطويل أقل كلفة، وأسهل على الحافظ، وإلا فقد يقتضي الحال كون البلاغة هي الإطناب.
(في فرض الصلاة) أي في واجبها؛ لمرادفة الفرض للواجب عندنا. وأراد به الجنس، إذ الغرض بيان جميع واجبات الصلاة الواجبة.
وأطلق الصلاة وإن كان المراد الواجبة؛ لخروج المندوبة بذكر الفرض، إذ النافلة لا فرض فيها.
صنفتها (إجابة لالتماس) أي طلب المساوي من مساويه حقيقة أو ادعاء، كما يقتضيه مقام الخطاب. (من)، أي شخص أو الشخص الذي (طاعته)، وهي (5)
مخ ۱۰