مقاصد علیه
المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية
ژانرونه
أذكار الصلاة، كذكر الركوع والسجود والتشهد، كما نبه عليه بقوله (كباقي الأذكار) أي كما أن باقي الأذكار كذلك يجب إخراج حروفها من مخارجها الخاصة.
وفائدة التشبيه بها- مع عدم سبق ذكرها- المبالغة في وجوب ذلك لها، وإدراجها في الحكم؛ ليستغني عن ذكرها مرة أخرى. وهذا من باب التشبيه المقلوب وهو أن يجعل المشبه أصلا والمشبه به فرعا، مبالغة في التشبيه، إذ الأصل فيه تشبيه الفرد الأخفى بالفرد الأظهر. ولا شك أن حكم التحريمة في ذلك قد صار بذكره أظهر من حكم باقي الأذكار، فتشبيهه به قلب في التشبيه، وهو باب معروف، منه قوله تعالى:
إنما البيع مثل الربا (1).
[العاشر، والحادي عشر: قطع الهمزة من الله، من أكبر]
(العاشر، والحادي عشر: قطع الهمزة) وبيانها وإظهارها (من الله، و) قطعها (من أكبر، فلو وصلهما) في الكلمتين بأن أسقطهما، كما يكون ذلك لهمزة الوصل حالة الدرج، أو وصل إحداهما (بطل).
أما وجوب قطع همزة (أكبر) فظاهر؛ لأنها همزة قطع إجماعا.
وأما همزة (الله) فقيل: هي همزة قطع أيضا (2)؛ بناء على أنها جزء من الاسم الشريف، وليست للتعريف، ولا إشكال حينئذ. وأما على القول المشهور من كونها همزة وصل؛ فلأن التكبير الوارد من صاحب الشرع (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما كان بقطع الهمزة، وقد قال (صلى الله عليه وآله): «صلوا كما رأيتموني أصلي» (3).
ولا يلزم من كونها همزة وصل سقوطها؛ لأنها إنما تسقط في الدرج لكلام متصل، ولا كلام قبل تكبيرة الإحرام، إذا النية- كما قد علم- أمر قلبي، وهو السر في قطع النبي (صلى الله عليه وآله) الهمزة؛ لعدم تلفظه بمتصل بها، فهي أول الكلام.
ولو فرض تكلف متكلف بالتلفظ بالألفاظ المعدة للنية، لكان بمنزلة الهذر من
مخ ۲۴۲