مقاصد علیه

شهید دویم d. 966 AH
193

مقاصد علیه

المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية

ژانرونه

شعه فقه

المشرق قدر ثلث ما بين نقطتي الجنوب والمشرق، بحيث يكون ثلث القدر على يمينه وثلثاه على يساره تقريبا.

والمقرر في محله أن قبلة دمشق منحرفة عن نقطة الجنوب نحو المشرق واحدا وثلاثين جزء من تسعين جزء، وكلما غربت البلاد الشامية كان التشريق أكثر.

وبهذا يظهر فساد كثير من المحاريب الموضوعة لمساجد بلادنا؛ لأنها موضوعة على نقطة الجنوب تقريبا، وهي قبلة العراق لا الشام، كما قد أوضحناه.

وقد علم من ذلك أن المراد بطلوع سهيل أول بروزه عن الأفق، كما فسرناه به؛ لأن ذلك هو المفهوم من الطلوع، وليطابق باقي العلامات. وتوهم أن المراد به غاية ارتفاعه غلط فاحش؛ لأن استقباله حينئذ يكون علامة للعراقي لا الشامي، كما مر، مع أن ذلك لا يسمى طلوعا عرفا ولا اصطلاحا.

وكذلك علم أن المراد بغيبوبة بنات نعش هو ميلها نحو المغرب بحيث تكون في قرب نصف مسافة التغريب، وهو ربع قوسها، لا نهاية انحطاطها، فإنها حينئذ تكون على دائرة نصف النهار، كما تقدم في الجدي حال انخفاضه. وحينئذ لا يكون خلف أذن الشامي اليمنى بل خلف ظهر العراقي، كما لا يخفى على من أحاط علما بما حررناه.

وهذا أمر يشهد به الوجدان فضلا عن التقرير، فتدبر.

واعلم أنه يستفاد من قوله: إن العراقي يجعل الجدي خلف المنكب الأيمن، والشامي خلف الكتف الأيسر: أن انحراف العراقي نحو المغرب يزيد يسيرا عن انحراف الشامي نحو المشرق؛ لأن الكتف أقرب إلى نقطة الشمال من المنكب، كما لا يخفى. وهو موافق للقواعد المثبتة لإخراج سمت القبلة، لكن هذا إنما يتم في أواسط العراق- كما مر- لا في مطلق العراق، فإن انحراف الشامي أكثر من بعضه.

ومما حررناه من الكلام على العراق والشام يعلم أن تعليق الحكم عليهما ليس على ما صدق عليه الاسمان، بحيث يحكم بالعلامات المذكورة للعراق لأطرافها الغربية مثلا، وبعلامات الشام إلى طرفها الشرقي المجاور للعراق، بل يحتاج في ذلك إلى فضل

مخ ۱۹۹