مقاصد علیه

شهید دویم d. 966 AH
190

مقاصد علیه

المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية

ژانرونه

شعه فقه

ولا صحيح في نفسه؛ لأنه أبلغ في التشريق من قبلة الشام ومصر وغيرهما من البلاد الغربية، وهو غير جائز.

وأما الثالثة فهي مناسبة للثانية إذا اعتبر في الجهتين الاعتدال؛ لما أسلفناه من تقاطع الجهات الأربع، وأن دائرة نصف النهار التي يكون عليها الكوكب في غاية ارتفاعه مارة بنقطتي الجنوب والشمال.

فإذا جعل الواقف المغرب والمشرق عن يمينه ويساره، استلزم كون نقطة الجنوب بين عينيه، فتكون دائرة نصف النهار مارة بين عينيه، فإذا وصلت الشمس إليها- وذلك عند غاية ارتفاعها- تكون بين عينيه في بلد يزيد عرضها عن ميل الشمس كالعراق، فإن مالت نحو المغرب- وهو المراد بالزوال- صارت على طرف الحاجب الأيمن مما يلي الأنف.

وكما قد علم بذلك تساوي العلامتين علم أيضا أن قول الأصحاب: علامة الزوال جعل الشمس على الحاجب الأيمن لمستقبل قبلة العراق، لا يحتاج إلى التقييد بمن كان في مكة إذا استقبل الركن العراقي، بل عدم التقييد أجود؛ وذلك لأن غاية قبلة العراقي من جهة اليسار أن يكون على خط الجنوب، وباعتبارها يعلم أول وقت الزوال، خصوصا مع إخراج خط نصف النهار على وجه الأرض لتتحقق نقطة الجنوب.

وإن اعتبرت قبلته بغير هذه العلامة كالعلامة الأولى، كان وصول الشمس إلى الحاجب أبلغ في تحقق الزوال بكثير، بل هو قريب من استقبال الركن العراقي، فكان الإطلاق أولى من التقييد.

فإن مستقبل الركن العراقي يكون منحرفا عن الجنوب انحرافا كثيرا، ووصول الشمس إلى سمته حينئذ يكون بعد الزوال بزمان طويل؛ وذلك لأن زوايا الكعبة ليست مسامتة للجهات الأربع، بل للأهوية الأربعة، فالركن العراقي يسامت الصبا وهو بين المشرق والشمال، فاستقباله يوجب استدبار الصبا، وهو يقتضي تغريبا بينا أزيد مما يقتضيه جعل الجدي على المنكب الأيمن، الذي هو أبعد علامات قبلة العراقي عن الجنوب.

مخ ۱۹۶