مقاصد علیه
المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية
ژانرونه
وهذا أيضا غلط فاحش، فإن الشمس إنما تسامت الرأس يوما واحدا، ثم تميل عنه.
والذي دلت عليه البراهين المقررة في محلها من هذا العلم، وصرح به أهل هذه الصنعة كالمحقق نصير الدين الطوسي وغيره، أن الشمس تسامت رءوس أهل مكة وصنعاء مرتين في السنة.
لكن ليس ذلك في يوم واحد؛ لشدة ما بين البلدين من الاختلاف في العروض، وإنما يكون في صنعاء عند كون الشمس في الدرجة الثامنة من برج الثور صاعدة، ثم تميل عنه نحو الشمال، ويحدث لها ظل جنوبي إلى أن ينتهي وترجع إلى الدرجة الثالثة والعشرين من برج الأسد بحيث يساوي ميلها لعرض البلد وهو أربع عشرة درجة وأربعون دقيقة.
وأين ذلك من مناسبة ميل الشمس الأعظم في أطول الأيام، وهو أربع وعشرون درجة مجبورة الدقائق.
وأما مكة فعرضها إحدى وعشرون درجة وأربعون دقيقة، فمسامتة الشمس لرؤوس أهلها تكون أيضا قبل انتهاء الميل بأيام كثيرة، وذلك حين يكون مناسبا لعرضها، فتسامت رءوس أهلها مرتين أيضا صاعدة وراجعة.
والذي حققه أهل هذا الشأن أن ذلك يكون عند الصعود في الدرجة الثامنة من الجوزاء، وعند الهبوط في الدرجة الثالثة والعشرين من السرطان؛ لمساواة الميل في الموضعين لعرض مكة، وفيما بين هاتين الدرجتين من الأيام إلى تمام الانتهاء يكون ظل الشمس جنوبيا.
والأولى التمثيل لأطول أيام السنة بمدينة الرسول (صلى الله عليه وآله)، فإن عرضها يناسب الميل الأعظم للشمس وإن خالفه بدقائق لا يكاد تظهر للحس، فتدبر هذه الجملة واتبع طريق الرشاد، وفقنا الله وإياك للسداد.
وقد أشبعنا القول في هذه المسألة في شرح الإرشاد (1)، فراجعه فإنك لا تجده في غيره من الكتب.
مخ ۱۷۷