وكيف كان، فرعاية أبواب الخطابة يقتضي كون الوجوب على جهة المبالغة وإن كان المعنى الآخر صحيحا أيضا.
(والله المستعان) على تصنيف الرسالة وغيره، وترك ذكر المستعان عليه إما اختصارا من قبيل قوله تعالى أرني أنظر إليك (1)، أو لإرادة التعميم من قبيل قوله تعالى:
والله يدعوا إلى دار السلام (2).
(وهي)، أي الرسالة (مرتبة) ترتيبا، وهو جمع الأشياء المختلفة وجعلها بحيث يطلق عليها اسم الواحد، ويكون لبعضها نسبة إلى بعض بالتقدم والتأخر في النسبة العقلية وإن لم تكن مؤتلفة. وهو أعم من التأليف من وجه؛ لأنه ضم الأشياء مؤتلفة، سواء كانت مرتبة الوضع أم لا. وهما أخص من التركيب مطلقا؛ لأنه ضم الأشياء مؤتلفة كانت أم لا، مرتبة الوضع أم لا. وقد يستعمل الترتيب أخص مطلقا من التأليف، وقد يجعلان مترادفين.
(على مقدمة) بكسر الدال، وبناؤها من قدم بمعنى تقدم، ومنه قوله تعالى:
لا تقدموا بين يدي الله ورسوله (3)، فهي كمقدمة الجيش للجماعة المتقدمة منه.
ويجوز الفتح على ضعف؛ لإيهامه كون استحقاق التقديم بجعل الجاعل لا بالذات.
والمراد بها هنا طائفة من الكالم تكون أمام المقصود بالذات؛ لارتباط بينهما.
(وفصول ثلاثة) جمع فصل، وهو لغة: الحاجز بين الشيئين (4).
واصطلاحا: قيل: هو الجامع للمسائل المتحدة جنسا المختلفة نوعا (5). وهو لا يتم مطلقا؛ لعدم اتفاق الكتب على عنوان المسائل، بل كثيرا ما يعبرون بالفصل مقام غيره من المقاصد والأبواب، وبالعكس. وقد يعرفون الكتاب بذلك، والفصل: بما جمع المسائل المتحدة نوعا المختلفة صنفا.
مخ ۱۴