147

مقامات القرني

مقامات القرني

ژانرونه

وقد قال المختار : (( تعس عبد الدينار )) ، لأنه يهدي صاحبه إلى النار .كما أن الدرهم قد يدور بالهم ، والذهب قد يوصل إلى لهب ، والفلوس قد تذهب بالنفوس .

وختم أبو ريال المقال ، بعد أن تحدث عن المال ، فقال :

الله أعطاك فابذل من عطيته

فالمال عارية والعمر رحال

المال كالماء إن تحبس سواقيه

يأسن وإن يجر يعذب منه سلسال

مقامة المتنبي

(( شاعر الدنيا وشاغل الناس ))

لقيت أبا الطيب أحمد بن الحسين ، بعد بضع سنين ، وهو من الشعراء المحسنين .

فكلما سألنا عن الأخبار ، أجاب بالأشعار :

قلنا : من أنت ؟

قال :

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي

وأسمعت كلماتي من به صمم

الخيل والليل والبيداء تعرفني

والسيف والرمح والقرطاس والقلم

قلنا : أما ترى السفهاء ، ينالون العظماء .

قال :

وإذا أتتك مذمتي من ناقص

فهي الشهادة لي بأني كامل

قلنا : نراك تعبت في طلبك للمجد .

قال :

جزى الله المسير إليك خيرا

وإن ترك المطايا كالمزاد

قلنا : أما ترى أن المجد يتعب ؟

قال :

لولا المشقة ساد الناس كلهمو

الجود يفقر والإقدام قتال

قلنا : نرى السلف يتأثرون عند سماع القرآن ونحن لا نتأثر ؟

قال :

لا تعذل المشتاق في أشواقه

حتى يكون حشاك في أحشائه

قلنا : نرى المنافق أحيانا يبكي ؟

قال :

إذا اشتبكت دموع في خدود

تبين من بكى ممن تباكى

قلنا : نرى واحدا من الناس يعادل أمة في الفضل ؟

قال :

وإن تفق الأنام وأنت منهم

فإن المسك بعض دم الغزال

قلنا : نرى لك حسادا كثيرين ؟

قال :

أبدو فيسجد من بالسوء يذكرني

فلا أعاتبه صفحا وإهوانا

قلنا : بعض الناس غلب عليه سوء الظن ؟

قال :

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه

مخ ۴۷