============================================================
فمنه قول الله تعالى: الله ثور السملوت والأرض مثل ثوره كمشكوة)1 إلى آخر الآية.2 فظاهر ألفاظ هذه الآية إلى سياقة تنزيل والمعاني المضمنة تحتها. وفيها تأويل وصاحب [190] التأويل يقصد إلى كل لفظ من ألفاظ هذه الآية. فيستخرج منها ما هو مكنون فيها من المعنى المقصود ها كما آخذ الآن في شرحه وبيانه. فأقول: إن التأويل في النور7 لا يكتفي بالنور الطبيعي، المتولد من الشمس والكواكب والنار، ذون النور العلمي الامع من كلمة الله تعالى ومن السابق والتالي، لأن ابتداء الآية لما كان الله تعالى، وجعل التمائيل بنوره، علم أن النور المنسوب إلى الله إنما هو النور العلمي والعقلي.
الا ترى إلى آخر الآية، كيف ختم؟ حيث قال: ( يهدي الله لنوره من يشآء)،4 يعي يهدي الله لعلمه من يشاء. ولو كان المراد منه النور الطبيعية الذي يحدث من الشمس والقمر والكواكب والنار، لم يخص به البعض دون البعض، إذ النور الطبيعي يشترك فيه البر والفاجر والمؤمن والكافر. وإنما شيمه العلم بالنور لأنه كما أن بالنور المتولد من الشمس والكواكب والنار تبصر الألنوان، وثميز بين الأشكال والصور. كذلك بالعلم الحقيقي تفصل بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلالة، مما7 يدل على أن المراد من النور انما هو النور العلمي،8 [ككقوله: فتأمنوا بالله ورسوله والنور الذي انزلنا). * ونحن مستغنون عن الإيمان بالنور الطبيعي،. و[كاقوله: {أفمن شرح 1 سورة النور 24: 35.
، كما في ز، وفي ه: الآية.
3 كما في ز، وفي ه: الطبعي.
، سورة النور 24: 35.
ه كما في ز. في ه: يشبه.
دكما صححناه، وفي النسختين: يفصل.
2 كما صححناه. ه: وما. ز: وهما.
كما في ز، وفي ه: العقلي.
6 سورة التغابن 8:64.
238
مخ ۲۳۸